ضحية جديدة للشعوذة.. «دجال الخصوص» يقتل طفلًا بعد وصلة تعذيب (فيديو وصور)


داخل حجرة ضيقة يجلس أحد الأطفال بين والديه، وفجأة يحضر أحد الدجالين، أو كما يطلق عليه «شيخ معالج»، يأمر الصغير بخلع ملابسه، ثم يتجه إلى أمه ليغمّى عينيها، وبصوت عال يقول لوالده «مسمعش لك ولا كلمة»، وبعد نحو 8 ساعات من الضرب والتعذيب، سقط صاحب الـ 14 عامًا، قتيلًا، حينها طلب «المشعوذ» من الأب، حساب جلسة «خروج الجن»، وهو يردد «دى إرادة ربنا».

قبل أن يستسلم جسد «مصطفى»، طالب بالصف الأول الإعدادى، إلى الموت، راهن والده على علاجه من الصرع؛ إذ أحضر له جيرانه في مدينة الخصوص بمحافظة القليوبية، شيخًا يُدعى «إبراهيم» لعلاجه بقراءة القرآن الكريم على المياه ليشربها الطفل آملًا في شفائه، فالأب يعتقد أن «فلذة كبدة»- «ملبوس وعليه جن»، وزاد اعتقاده، بعد محاولة علاجه بأحد المستشفيات، «رحت على المستشفى وعملت إشاعات لابنى على المخ والأعصاب، وقالوللى معندوش حاجة وممكن تحجزه لو تعرض لإغماءات مرة تانية»، وحسب كلامه «ابنى كان متفوقًا في دراسته ومحبوب من الجميع، بس بقى عنده تشنجات والناس قالتلى ده مش طبيعى».

جلستا علاج مع الشيخ «إبراهيم»، لم تفلحا في تهدئة أعصاب «مصطفى»، الذي كان والده في حيرة أمره، حتى دلّه الأهالى: «فى شيخ تانى اسمه محمد بيطلع الجن خلال جلسة واحدة»، وزادوا في إقناعه «ده بيكلم العفاريت بنفسه وبيعرف يخليهم يطلعوا غصب عنهم بلا رجعة»، وكعادة الأب استسلم للجيران، واستدعى «الدجال الجديد» ليكتب نهاية الابن، ضربًا وتعذيبًا أمام أعينه.

ترحيب من الأب بالشيخ «محمد»- وهو رجل خمسينى، يأمره «فضى لى أوضة»، يدخل مع الطفل يطلب منه «اخلع هدومك كلها زى ما ولدتك أمك»، تنطق والدة الصغير «ليه يا عم الشيخ هتعمل فيه إيه»، يزعق فيها «اسكتى إنتى»، تصر على التواجد بالمكان، فيشترط عليها «خلاص غمّى عينك»، فيما الأب يقف عاجزًا، وهو يرى «الدجال» يخرج سوطًا من حقيبة بحوزته ليبدأ في ضرب ابنه الذي أخذ يتوجع ألمًا، ووالداه يظنان أن الجن هو من يتلقى الضربات كما أفهمهما المعالج الروحانى- كما يطلق على نفسه.


لو مات تبقى دى إرادة ربنا

توقف «الدجال» عن ضرب «مصطفى» برهةً، طلب من الأب «تجيب لىّ دلوقتى لوح ثلج»، نفذ الطلب على الفور، يقول والد مصطفى: «حطيت التلج على جسم ابنى، والواد بدأ يتوجع أكثر ويقولى إلحقنى يا بابا، ولما قلت للشيخ كفاية قاللى اسكت يا عدو الله.. يا كافر.. يا جاهل»، وهكذا استمرت عمليات التعدى على الطفل مدة 8 ساعات متواصلة.

«حرام عليك إنت كده هتموت الواد، والعلاج بيكون بالقرآن»، صاح والد «مصطفى» في «الدجال»، والذى نال منه بالسبّ، وإذ به «قلع الجزمة بتاعته وداس على بطن ابنى وهو نايم على الأرض، وفتح بوقه جامد وحط إيده فيه لحد الزور، وجاب السوط من جنبه ونزل ضرب تانى في الولد، لحد ما سكت خالص صوته مش طالع».

كانت أصوات الطفل عالية لتستدعى العديد من الجيران، حيث الهدوء قبل الفجر يعمّ المنطقة، وإذ بالشيخ «محمد» يطلب حساب «الجلسة» من الأب الذي يجهش باكيًا «فلوس إيه اللى هتاخدها، هتاخد فلوس على موت ابنى»، وإذ بـ«الدجال» يرد عليه «لو مات تبقى دى إرادة ربنا»، وحين صرخت أم «مصطفى» متحسرةً على منظر ابنها «اللى مفيش حتة في جسمه سليمة ووجهه المتورم»، وقولها للمعتدى على ابنها «العلاج بيكون بالقرآن مش الضرب» ليبوخها قائلًا: «اسكتى يا كافرة يا عدوة الله».

والد «طفل الخصوص» ضحية «دجال الخصوص»
والد «طفل الخصوص» خلال حديثه لـ «المصرى اليوم»

ماكانش قصدى أوديه للموت

انتبه الأب إلى كارثته، حين قال «الدجال» إن طريقته علاجه استقاها من عدة قصص «يعنى مش من القرآن ولا حاجة»، هكذا اندهش «أبومصطفى» وضرب كفًا بكف، وبمجرد وصوله إلى المستشفى بالابن، أكد الأطباء «ده جاى ميت».

أجهزة الأمن تتلقى إخطارًا من المستشفى بوصول جثمان طفل ووجود شبهة جنائية، وما إن ناظر الطبيب الشرعى جسم المجنى عليه، حتى تبين له أن أسباب الوفاة ضرب مبرح وتعذيب متواصل، لتنطلق مأمورية أمنية لضبط «الدجال» المتهم.

أمام مبنى مجمع محاكم الخانكة، بكى والد الضحية «ماكانش قصدى أوديه للموت»، مطالبًا بإعدام المتهم شنقًا جزاءً لما اقترفه في حق الابن، يقول «ده ابنى الكبير أول فرحتى وسندى، وضاع منى بغمضة عين، كان شاطر وكويس حياته عادية، سمعت كلام الناس وتركت الدكاترة لأنى معرفتش سبب التشنجات اللى أصابته حد تعرضه للإغماء».

انتظر الأب صدور تصريح من النيابة العامة بدفن جثمان ابنه، عقب التشريح بمعرفة الطب الشرعى، إذ أمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام احتياطيًا عقب اعترافه بارتكاب الواقعة، وقوله «بعالج بالقرآن، وضربت الولد لأنه كان ملبوس بس قبل ما أسيب البيت كان عايش».



اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading