وكالة الأنباء الفلسطينية: رمضان في غزة بدون طعام أو صلاة بالمساجد
ذكر تقرير لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، أن قطاع غزة يشهد حالي في شهر رمضان حالة من الحزن والبؤس على خيام النازحين لا سيما في مدينة رفح التي يتكدّس فيها أكثر من 1.5 مليون مواطن ممن نزحوا بسبب القصف الإسرائيلي، ليجدوا أنفسهم فريسة الجوع والعطش حتى في شهر رمضان.
ونقلت عن سيدة فلسطينية تدعى ميساء البلبيسي (39 عاما)، من مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة، أنه لا يوجد في خيمتها سوى حبة طماطم واحدة مع علبة جبن صغيرة دون أي قطعة خبز، وتضيف: «كل شيء غالٍ، لا نستطيع شراء الخضراوات، حتى الفاكهة غير موجودة»، وتابعت: هذه ليست حياة، لا ماء للشرب أو لغسل أيدينا أو طهي الطعام… حتى الآن لا نعلم ماذا سنفطر. كنا في السابق نشتري حاجات رمضان قبل أيام. أما الآن فقطعة الجبنة سعرها خيالي.
ويعيش قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل برا وبحرا وجوا، ظروفا إنسانية غاية في الصعوبة، تصل إلى حد المجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود،
ومساء أمس تمكّن نحو 500 مصلٍّ من أداء صلاة التراويح في مسجد العودة، وهو الأكبر في رفح، فيما صلّى نحو 100 آخرين قرب مسجد الهدى المدمر في الشابورة، لكن لم يتمّ توزيع الماء والتمور عليهم كما جرت العادة، ولم تتمّ إضاءة فانوس رمضان لانقطاع الكهرباء، واعتمد المصلون على هواتفهم وسط الظلام، إلى جانب ركام مسجد الفاروق في مخيم رفح الذي استهدفته طائرات الاحتلال قبل أسبوعين، مدّ متطوعون اليوم الإثنين حصائر تمهيدا لصلاة التراويح، لكن مئات آلاف المصلين لن يتمكنوا من أداء هذه الصلاة في مساجد القطاع، بعد أن صارت المئات منها ركاما وأكوام دمار أو لحقت بها أضرار جراء قصف الاحتلال.
وخلت سوق رفح من مظاهر الزينة الخاصة برمضان مع فقدان معظم أصناف الطعام والخضراوات والحلوى، ويتحدث النازحون بلسان واحد معبّرين عن ألمهم وحزنهم. ويقول جمال الخطيب: «لا يوجد أصلا طعام، فكيف سنفطر في رمضان؟ كيف سنفرح ولا مأوى ولا كهرباء ولا ماء؟».
واستطلعت الوكالة أراء بعض الفلسطينين حيث يقول أحمد خميس، لا طعم لرمضان في هذه الحرب القذرة والدموية، حرب إبادة، ولا طعام ولا شراب، وقال عوني الكيال، إن رمضان بدأ حزينا ومتشحًا بالسواد وطعم الموت والدم وأصوات الانفجارات والقصف، وتابع: الاحتلال لا يريد لنا أن نفرح برمضان. لا نملك أي طعام للفطور، فيما قالت آية أبوتوهة 16 عامًا، إن الحياة الحلوة في رمضان وأجواءه الجميلة، كان كل شيء متوفرًا، اليوم لا يوجد سوى دمار، ولقد سرقوا منا الحياة.
من جانبه ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، احترام شهر رمضان المبارك بإسكات الأسلحة في غزة، مشددا على أن الوقت قد حان لإحلال السلام.
وناشد احترام روح شهر رمضان بإسكات الأسلحة وإزالة جميع العقبات، لضمان إيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة بالسرعة والنطاق الضروريين.
وأشار إلى أن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة دخل شهره السادس، قائلا إن أعين العالم والتاريخ تراقب، «ولا يمكننا تجاهل ما يحدث». وشدد على ضرورة العمل على منع وقوع مزيد من الوفيات التي يمكن تجنبها.
وتابع: شهدنا شهرا بعد شهر قتل المدنيين وحدوث دمار، على مستوى غير مسبوق خلال كل سنوات عملي أمينا عاما للأمم المتحدة. وفي الوقت نفسه، تأتي المساعدات المنقذة للحياة إلى الفلسطينيين بكميات قليلة للغاية، إنْ جاءت أصلا.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.