«أنا مش بتاع جواز».. كيف اختلف «أنف وثلاث عيون» بعد 52 عامًا؟ (تقرير)
«إيمي ونجوى وروبا»، 3 نساء لكل منهن طابع وسحر خاص بها، الأولى أحبت الطبيب هاشم من قلبها، وتخلت عن كل شئ من أجل عيناه والتواجد بجواره، والثانية أحبته وأحبها هو أكثر منها، لكن ظروف حياتها الشخصية لم تكن مُرتبة بالقدر الكافي، وروبا فتاة في العشرينيات من عمرها وبجمالها ودلالها استطاعت الإيقاع بالطبيب الأربعينياتي في حبها، جميعها عوامل مشتركة بين «أنف وثلاث عيون» الفيلم الذي عُرض في السبعينيات وتحديدًا 1972، والذي عُرض منذ يوميين، مع اختلاف الأبطال وخط سير الأحداث.
محمود ياسين وماجده ونجلاء فتحي وميرفت أمين، كانوا أبطال الفيلم السبعينياتي المأخوذ عن رواية إحسان عبدالقدوس، ولكن النسخة الجديدة بطولة ظافر العابدين، نورا شعيشع، أمينة خليل، سلمى أبوضيف، بنفس ترتيب شخصيات الرواية، وتشابهت وهناك عوامل تشابه بين الفيلم القديم والجديد، وعوامل اختلاف، وكلاهما ينتمي لنوعية الأعمال الرومانسية التي تجعل المُشاهد يُصاب بمشاعر مختلطة في نفس اللحظة.
بين السبعينيات والألفينيات.. كيف اختلفت حكايات أبطال «أنف وثلاث عيون»؟
الطبيب هاشم.. مازال يبحث عن نفسه
محمود ياسين قدم في نسخة «أنف وثلاث عيون»، صورة الرجل الذي يبحث عن نفسه، ويردد عبارة «أنا مش بتاع جواز»، جملة قصيرة مكونة من 4 كلمات لكن مذاقها بارد، يقولها الرجل حبًا في الحرية والهروب من المسؤليات وتسمعها المرأة لتشعر بالإهانة، إذ اتفق محمود ياسين وظافر العابدين في هذا المبدأ، ولكن في السبعينيات، لم يكشف صُناع العمل أسباب تبني البطل هذه الرؤية، ولكن في الألفينيات كشف ظافر سبب خوفه من الارتباط.
ركز الفيلم على فكرة «التروما»، لتكن السبب الذي جعل من ظافر شخص «توكسيك» بـ لغة العصر، أو كما دافع هو عن الشخصية في تصريحاته لـ«المصري اليوم»، إذ قال إنه شخصًا يحاول التعرف على نفسه، ومعرفة نقاط ضعفه وقوته، وكان سبب خوفه من الحب والارتباط ف الفيلم هو عدم الرغبة في الشعور بآلام الفقد الذي عانى منها من قبل حين رحلت والدته.
إيمي.. أولى ضحايا حب الطبيب هاشم
شخصية أمينة أو «إيمي»، كما ناداها الطبيب هاشم بين الحاضر والماضي، كانت الضحية الأولى التي وقعت في حب الطبيب وأرادت لو تستكمل حياتها بجواره، ولكن تاريخ الشخصية وقصة حياتها ركز عليها الفيلم الذي عُرض في السبعينيات، إذ قدمتها الفنانة ماجده التي تركت بيتها وانفصلت عن زوجها لتصبح بجوار حبيبها الذي رفضها وأصبحت نادلة في أحد الملاهي الليلية.
بينما قدمت دور إيمي في الفيلم الجديد الفنانة الشابة نورا شعيشع، التي لم تظهر إلا في مشهد واحد طوال أحداث الفيلم، كأن صُناع الجزء الجديد أرادوا لو يشاهد الجمهور النسخة القديمة ليعرفون تاريخ الشخصية، والمشهد التي ظهرت فيه كانت أيضًا في أحد الأماكن المُخصصة للسهر، وحين قابلت هاشم عن طريق الصدفة وهو جالسًا مع فتاة عشريننية نصحتها بحماية عمرها والابتعاد عنه، وتكلمت بحُرقة شديدة.
نجوى.. الاختيار الصح في الظروف الخطأ
دور نجوى قدمته في الفيلم القديم الفنانة نجلاء فتحي، التي تزوجت رجلًا أكبر منها بـ30 عامًا، فقط كي يدفع لها مالًا هي ووالدتها، وينفق على شقيقاتها ويشتري لهن سيارات، وحين شعرت أن هاشم يريد استكمال حياته معها بالفعل أخبرته بالأمر كي تبتعد عنه.
وفي النسخة الجديدة قدمت الدور نفسه الفنانة أمينة خليل، التي أحبت الطبيب هاشم كما أحبها هو، ولكن الاختلاف أنها استطاعت الانفصال عن زوجها لتصبح حرة، وأخبرت هاشم بالأمر، لكنه ابتعد عنها لمدة 10 سنوات، ثم قابلها صدفة وشعر أنها الاختيار الأنسب له، وتزوجها في الفيلم المعروض بـ2024، لتصبح نهايته وردية بسبب أمينة خليل.
روبا.. عشرينية ناضجة فكريًا بين الحاضر والماضي
شخصية روبا أو «رحاب»، قدمتها في الماضي الفنانة ميرفت أمين التي رغبت هي عدم استمرارية العلاقة، وكأنها لعبت بمشاعر الطبيب المراهق وهو في مرحلة منتصف العمر، أما في النسخة الجديدة حدث العكس، وقرر ظافر العابدين إنهاء العلاقة مع سلمى أبوضيف التي قدمت الدور، ووقعت في حب ظافر حقًا، لكنه أخبرها أن علاقتهما غير عادلة لأنه في الأربعينيات من عمره، وهي مازالت في الـ21، ولكنه أخبرها أنها كانت السر في تحسين شكل حياته.
ومن العوامل المشتركة بين الفيلمين أيضًا هو حب «روبا» للأزياء وارتداء «الباروكة»، إذ استخدمتها ميرفت أمين في مختلف مشاهدها، كما ظهرت بها سلمى أبوضيف، التي أحبت الغناء وظهرت في بعض المشاهد وهي تغني من أجل ظافر العابدين أو الطبيب هاشم.
الطبيبة النفسية.. خط درامي زيّن فيلم الألفينيات
صبا مبارك قدمت دور طبيبة نفسية، كانت الإضافة الجديدة في الفيلم، التي استطاعت جعل أحداث العمل تبدو أكثر تشويقًا، بسبب تفسيرها أزمة خوف ظافر العابدين من الوقوع في الحب، وكانت مشكلة نفسية تعرض لها وهو طفلًا حين رأى والده يحاول الانتحار، واستطاعت بالتعاون مع شقيقته معالجته من الأمر حتى استطاع الزواج من الفتاة التي أحبها وهي نجوى بعد 10 سنوات من الانفصال.
بصمة «السوشيال ميديا».. تفاصيل اختلفت في الفيلميين بسبب التطور
ضمن أحداث الفيلمين اختلفت بعض التفاصيل إذ كانت النسخة القديمة من الفيلم أحداثه في أماكن مختلفة بين منزل الطبيب هاشم نفسه وهو الفنان محمود ياسين، ومنزل إيمي وهي ماجده، أو منزل نجوى وهي نجلاء فتحي، وحفلات روبا وهي ميرفت أمين، وأغلب الأماكن كان واضحًا عليها أنها تنتمي لفترة السبعينيات، حتى الكلمات المُستخدمة.
وحب الطبيب هاشم لنهر النيل، كان عاملًا مشتركًا بين الفيلمين، إذ قرر في النسخة القديمة من الفيلم شراء منزل الزيجة غير المكتملة مُطلًا على النيل، وفي الفيلم من حبه لنهر النيل رافق سلمى أبوضيف إلى مطعم مُطل عليه، و«لوكيشنات» تصوير الفيلم لم تتعدد مثل النسخة القديمة من الفيلم إذ كانت منزل ظافر العابدين أو الطبيب هاشم ووالده ومنزله القديم، وعيادة صبا مبارك.
رواية إحسان عبدالقدوس «كلاكيت» رابع مرة
رواية «أنف وثلاث عيون» من الروايات الواقعية والتي حققت نجاحًا لـ إحسان عبدالقدوس، بسبب شعور القارئ أنه جزءً من الأحداث أو هناك شخصية على الورق تشبهه، وعُرضت في مسلسل إذاعي لأول مرة في أواخر الستينيات وتحديدًا 1969، بطولة عمر الشريف، نادية لطفي، سميرة أحمد، عقيلة راتب وغيرهم من الفنانين.
وقُدمت في مسلسل تلفزيوني كذلك في 1980، بطولة كمال الشناوي، يسرا، ليلى علوي، ماجدة الخطيب، والأحداث دارت في نفس السياق الخاص بالرواية الأصلية، والمرة الثالثة الذي عُرضت فيها الرواية كانت في الفيلم المعروض بـ1972، والرابعة ولعلها الأخيرة في فيلم ظافر العابدين بـ 2024.
أقرأ أيضًا:
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.