«ابتسامة كاترينا».. رواية واقعية تعيد اكتشاف ليوناردو دافنشى
استضافت القاعة الدولية، فى رابع أيام الدورة الخامسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، ندوة لمناقشة رواية «ابتسامة كاترينا» للروائى الإيطالى الدكتور كارلوفيتش، الذى أعاد إقامة مكتبة ليوناردو دافنشى، كما أن لديه أنشطة أكاديمية متعددة، وهو ما استدعى الاحتفاء به.
وخلال الندوة، أوجزت الدكتورة وفاء البيه كلمة مؤلف الرواية الدكتور «كارلوفيتش» عن الرواية، والتى أوضح أنها قائمة على وثيقة عثر عليها فى بيت أحد النبلاء والتى تخص تحرر عبدة كانت تملكها سيدة، وهذه الوثيقة تخص كاترينا التى نكتشف أنها والدة دافنشى المنحدرة من القوقاز، ليتضح أن بهذا الاكتشاف أصبح نصفه إيطاليًا.
وخلال الرواية، تطرق الكاتب إلى العلاقة بين التاريخ والرواية، حيث تابع الروائى رحلة كاترينا التى بدأت من البحر الأبيض وتتبع مسيرتها ومزج بعضًا من خياله الروائى، حيث جعل كاترينا تخبر ولدها دافنشى أن سلطان مصر قريب لها وأوصته بزيارته.
واستطردت الدكتورة وفاء البيه فى ترجمة شرح الروائى لروايته ونجد من بين الصور الموجودة فى الكتاب خريطة توضح رحلة كاترينا التى بدأت من البحر الأسود وتنتهى بعصر النهضة فى فلورانس وتمر عبر القسطنطينية قبل استيلاء العثمانيين عليها مرورًا بالبندقية، فقد مرت عبر حضارات عديدة، من بينها عصر النهضة.
كما أن اللقاء بين والد ليوناردو وكاترينا الذى كان موثق عقود، وهى وظيفة سامية فى قصور السادة، وكانت تعمل جارية ومرضعة فى هذا القصر، فيقابلها والد ليوناردو ويقع فى حبها وتنجب منه ليوناردو ويسعى لتحريرها لمدة عشر سنوات حتى تتحرر وتتزوج من رجل آخر وتنجب منه أولادًا آخرين يصيرون إخوة لابنها من حبيبها الأول، وقد أثارت تلك الوثيقة عند ظهورها ضجة فى الصحافة الإيطالية، وربما هذا الاكتشاف جعل لهذا الفنان الإيطالى نموذجًا لتلاقى أفكار عديدة ومتنوعة على الأرض الإيطالية ما بين الشرق والغرب.
وقامت الدكتورة وفاء بدعوة القراء لإعادة قراءة عنوان الرواية، خاصة أن ليوناردو مشهور بلوحته «ابتسامة الموناليزا» وما لديها من غموض حول من هى، وفيما بعد قراءة الرواية يتضح لنا من صاحبة تلك الابتسامة، خاصة مع الآلام الشديدة فى حياته.
ويفسر الروائى أسباب ولع «دافنشى» بالشرق، موضحًا أن من ضمن الوثائق أيضا رسالة بخط يده عثر عليها معروضة فى تركيا، كان قد أرسلها لسلطان القسطنطينية يطلب خدمته، فلماذا قد يطلب فنان مثل «دافنشى» طلبًا غريبًا كهذا؟ كما أنه سجل رحلات وهو لم يذهب أصلًا للشرق، بالتأكيد هذا يفسر سر ولع ليوناردو دافنشى بالشرق فى أغلب لوحاته.
وأشارت إلى أن الشخصيات فى هذه الرواية جميعها حقيقية وأسماء المدن أيضا، لأنها تستند لمادة أرشيفية، لكن بخيال المؤلف، فمن يحكى هنا ليس الكاتب ولا كاترينا الذى نجهل اللغة الخاصة بها، لذلك جاءت الرواية متعددة الأصوات.
ووجهت الدكتورة وفاء البيه سؤالًا للكاتب عن ما السر وراء اهتمام الروائيين والسينمائيين بـ«ليوناردو دافنشى»، خاصة أنه شخصية عالمية تستحق فعلًا الاهتمام، وخاصة فيما يتعلق بحياته الغامضة.
وعن سر الابتسامة ولماذا أغلب أعماله تدور عن المرآة، فهى التيمة الأساسية، فقال إن الابتسامة فى حد ذاتها تعبير عن القوة.
ووجه الباحث والمترجم إسلام فوزى سؤاله باللغة الإيطالية للروائى «كارلوفيتش» عن الصعوبة التى واجهته أثناء كتابة الرواية من منظور الكاتب والناقد كروائى لأول مرة، وخاصة إذا كانت رواية متعددة الأصوات.
وكانت إجابة المؤلف أن الرواية ولدت بمفردها، ولكنه كان ينوى تقديم كتاب تاريخى عنه، لكنه وجد نفسه أثناء الكتابة يسترسل فى العمل كروائى وخلع عن نفسه عباءة الأستاذ الأكاديمى والمؤرخ وهو يكتب تلك الرواية.
كما وجهت الدكتورة هاجر سيف النصر سؤالًا عن سبب الاهتمام الكبير فى السنوات الأخيرة بالرواية التاريخية، وكأن هناك نداءً بضرورة الكتابة التاريخية، فهناك جروبات فقط للروايات التاريخية، مثل «اسمى الوردة» التى ستجد أنها تناسب الحاضر أيضًا؛ فقراءة الماضى هى جزء لا يتجزأ من قراءة الحاضر والمستقبل.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.