«الاستشعار من البُعد»: سياسات إفريقية لمواجهة التغيرات المناخية


شاركت الهيئة القومية للاستشعار من البُعد وعلوم الفضاء، ممثلة فى الدكتورة إلهام محمود، الأستاذ بقسم الدراسات البيئية، فى وضع ملخص سياسات للقارة الإفريقية عن كيفية تنمية القارة لمواجهة التغيرات المناخية، وذلك ضمن مجموعة من علماء العالم وإفريقيا المتخصصين فى دراسة التغيرات المناخية.

اعتمد ملخص السياسة المعد على تحديد وتعريف التحديات العاجلة والمستمرة التى تواجهها القارة الإفريقية نتيجة لتفاقم تأثيرات تغير المناخ، مع تداول آثار واسعة وسلبية على التنمية المستدامة وجهود القضاء على الفقر.

ناقش ملخص السياسة أهم التحديات التى تواجه تنفيذ التنمية المقاومة للتغيرات المناخية، والتى من أهمها القيود المالية، والنمو السريع للسكان والقصور فى السعة المؤسسية، وضعف الوصول إلى الموارد، والفقر والتفاوت الاقتصادى والاجتماعى الواسع، وأيضًا عدم الاستقرار السياسى والنزاعات وغيرها.

وأشار ملخص السياسة إلى أنه رغم وجود عقبات إلا أن القارة الإفريقية تمتلك العديد من المهارات والموارد التى تهيئ لها تبنى سياسة التنمية المقاومة للتغير المناخى ولكن يلزمها تهيئة بعض المقومات، ومنها إعداد أطر فعّالة للسياسات والهياكل الحوكمية وضمان وجود قدرة مؤسسية جيدة وموارد مالية كافية وقابلة للوصول، وأن يتم اعتماد تمويل القطاع الخاص، بالإضافة إلى تمكين الوصول إلى التقنيات والابتكارات المناسبة وتعزيز ودعم خدمات المعلومات المناخية، وبناء القدرات البشرية بالقارة بما يدعم جودة التنفيذ وكفاءة النتائج.

وأوضح ملخص السياسة أنه بالاستفادة من المقومات ومواجهة التحديات يتم تمكين التنمية المقاومة للتغيرات المناخية عندما تتخذ الحكومات والمجتمع المدنى والقطاع الخاص خيارات تنموية شاملة تعمل على تفضيل تقليل المخاطر والعدالة والإنصاف، وعندما يتم دمج عمليات اتخاذ القرارات والتمويل والإجراءات عبر مستويات الحوكمة والقطاعات والإطار الزمنى حسب ما جاء فى التقرير السادس الصادر عن اللجنة الحكومية الدولية لتغير المناخ لعام 2022.

قالت الدكتورة إلهام محمود إن القارة الإفريقية تعد الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية بسبب نقص التمويل، وإن كل الدول الأقل دخلًا تعد أكثر عرضة للتغيرات المناخية، وآثارها، فى ظل تراجع التمويلات.

وأضافت «محمود» لـ«المصرى اليوم» أن ملخص السياسات الذى عملت على صياغته مجموعة مكونة من 7 خبراء متخصصين، منهم 4 خبراء أفارقة، وخبيران أوروبيان، بالإضافة إلى مشاركتها من مصر لتصبح المصرية الوحيدة، وممثلة عن الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء، التابعة لوزارة التعليم العالى والبحث العلمى، توصل إلى أن آثار التغيرات المناخية السلبية لا يكفى معها الحد من الآثار بل يجب مقاومتها، ويتطلب ذلك من دول القارة الإفريقية، ومن بينها مصر، أن تكون لديها خطط واضحة لمواجهة التغيرات المناخية.

ولفتت إلى أن الملخص ناقش الآثار السلبية التى قد تواجه القارة الإفريقية بشكل خاص، وكذلك كل منطقة بعينها، لافتة إلى أن تأثير التغيرات المناخية، تختلف من منطقة إلى أخرى فى القارة، حيث يتأثر الشمال بارتفاع سطح البحر، وارتفاع نسبة الجفاف، بينما يتعرض الجنوب لنقص المطر، وكذلك الغرب، وغير ذلك من التغيرات التى تصيب المناطق المختلفة بالقارة.

دعت «محمود» إلى خلق كيان منسق بين الدول الإفريقية وبعضها، يهدف إلى إعداد خطة للتنمية المستدامة، المقاومة للتغيرات المناخية، موضحة أنه يجب على الكيان عند تأسيسه أن يدرس جيدًا التحديات التى قد تعوق خططه، وأن يركز على المقومات الداعمة فى القارة ومن ثم البناء عليها.

واستطردت الدكتورة إلهام محمود أنه يجب مراجعة السياسات البيئية لكل بلدان القارة الإفريقية وسياسات القارة بشكل عام، والتعرف على مدى كفاية الأطر المنظمة لحماية البيئة، وما يحتاج منها إلى التغيير أو التشديد، ومدى كفاية طرق تنفيذها، ومدى الحاجة إلى مزيد من التشديد.

واستنتجت الدراسة، بحسب «محمود»، حاجة البلدان الإفريقية إلى تعديل أطر الحوكمة، أو السياسات المنظمة للحفاظ على البيئة، وبحث خطط التمويل، ويمكن ذلك بتشجيع القطاع الخاص للاستثمار فى قضايا البيئة، ووضع خطة منفصلة لقطاعات البيئة المختلفة، سواء البحرية أو البرية أو غيرها، لتقليل انبعاثات الكربون فى النشاط، وزيادة عوائده لخلق موارد، فضلًا عن تقليل الاعتماد على الوقود الأحفورى ووضع خطة بديلة واضحة المعالم، لافتة إلى أن مصر لديها خطة لزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، بنسبة 30% بحلول 2030، ونحو 55% بحلول 2035.

وبحسب بيانات انبعاثات الغازات الدفيئة، الصادرة عن مجموعة البنك الدولى، فإن الصين تعد أكبر دول العالم فى الانبعاثات بنسبة 27%، تليها الولايات المتحدة الأمريكية، بنسبة 13%، ثم الهند 7%، روسيا 5%، اليابان 3%، وتشترك باقى بلدان العالم فى 44% من الانبعاثات.

وتسهم قارة إفريقيا فى 3.8% من الانبعاثات عالميًا، بينما يمثل نصيب مصر من الانبعاثات العالمية 0.6%، يمثل قطاع الكهرباء من هذه الانبعاثات المصرية 31.8%، يليه النقل بنحو 15.5%، ثم الصناعة 11.07%، والزراعة بنسبة 9.15%، بينما تشترك قطاعات مصر الأخرى فى 32.3%.



اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading