«التراث الثقافى وترسيخ الهوية المصرية» .. ندوة تجذب الزوار
نظمت القاعة الرئيسية بمعرض الكتاب فى دورته الحالية ندوة تحت عنوان «التراث الثقافى وترسيخ الهوية المصرية»، بحضور كل من الدكتور أحمد بهى الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، والدكتور حلمى النمنم، وزير الثقافة الأسبق، والنائب عمرو عزت، والدكتورة نهلة إمام، مستشارة وزير الثقافة لشؤون التراث اللامادى، بالتعاون مع شباب تنسيقية الأحزاب. فيما أدار الندوة النائب نادر مصطفى.
فى البداية، هنأ حلمى النمنم الدكتور أحمد بهى الدين وفريق العمل على نجاح معرض القاهرة الدولى للكتاب، وعبّر عن شكره لتنسيقية شباب الأحزاب، مُشيدًا بالدور السياسى الذى تلعبه وإثبات وجودها فى الشارع المصرى. وأشاد بثبات ورسوخ الهوية المصرية، مُظهرًا عمقها فى التاريخ. أكد أن مصر قد مرت بالعديد من الأزمات السياسية والاقتصادية، ورغم ذلك تظل قوية وقادرة على التغلب على التحديات.
واستعرض نموذجًا لذلك فى نكسة عام ١٩٦٧ وكيف نجحت مصر فى تجهيز جيش قوى والفوز فى حرب أكتوبر ١٩٧٣. وأكد على أهمية الثقة فى الهوية كوسيلة لتحقيق النجاح فى التغلب على الأزمات. وأضاف أن هذه الثقة تأتى من عمق التاريخ والموقع الجغرافى لمصر، حيث يمتد التاريخ المكتوب لأكثر من ٧٠٠٠ سنة، والتاريخ غير المكتوب يمتد لمئات الآلاف من السنين. وأشار إلى أهمية جغرافية مصر ونهر النيل، الذى يمر فى ١٣ دولة، ولكن مصر هى البلد الوحيد الذى استفاد منه بشكل إيجابى، محولًا إياه إلى مصدر للزراعة والتنمية، بينما بقية الدول تواجه تحديات مختلفة.
فيما أكد النائب عمرو عزت تأثر هويتنا بالعولمة وتكنولوجيا المعلومات، قائلاً: «مصر هى مهد الحضارة، ولكن التراث المصرى يمر بأزمة ثقافية، بسبب العوامل المتعلقة بالعولمة وتكنولوجيا المعلومات».
وحدد «عزت» عدة توصيات للخروج من هذه الأزمة من خلال نشر الوعى والثقافة فى مختلف أنحاء مصر من خلال مشروع وطنى. مشددًا على ضرورة وجود مشروع ثقافى يواجه التحديات المتعلقة بالعولمة، ويقف ضد الثقافات التى تتعارض مع الهوية الثقافية المصرية ولا تتماشى معها. ودعا أيضًا إلى استخدام دور الثقافة وتنظيم دورات تدريبية لتعزيز الهوية، وإعادة النظر فى التراث المصرى.
من جانبه، قال الدكتور أحمد بهى الدين: «الهوية تتأرجح بين أمرين مهمين، بين الثبات والحيوية. الثبات يشكل قلقًا كبيرًا، لأن الثقافة المصرية أنجبت ثقافة حية، حيث جاءت مصر ثم جاء الإنسان. يجب علينا أن نفرق بين طبيعة الحضارة الإنسانية والحضارة المصرية. وينبغى لنا البحث عن الهوية بداخلنا. عندما كنا ندرس الأدب الشعبى، كان علينا أن نتعمق فى علم المصريات وعمق العديد من العلوم».
وأضاف: «يجب علينا أن نسأل أنفسنا هل نحن بحاجة إلى التراث وما هى الصيحة التى عادت للحديث عن التراث والهوية؟ هل هو أمر مستحدث؟ وهل هى قضية عادلة؟ التراث على المستوى الأكاديمى لا يعود بالتزامن مع العولمة وإنما يعود إلى القرن التاسع عشر».
وتابع بهى الدين: «عندما انتهت الإمبراطورية بأشكالها التقليدية، دخل العالم فى إمبراطورية أخرى ناعمة، بدأت مع العولمة. العولمة تبدو وكأنها كلمة حية وكأنها تكونت فى الوقت الحالى، ولكن ربما تكونت فى أواخر تسعينيات القرن الماضى عندما ظهر العالم فى مجتمع يعرف بمجتمع المعلومات. وصلنا إلى المرحلة الحالية والتى تسمى بمجتمعات المعرفة التى أصبحت محكومة بركيزة أساسية وهى اقتصاد المعرفة. وهل المعرفة يمكن أن تشكل اقتصادًا يقوى الشعوب؟ لأن هناك بنية أساسية جاهزة لاستيعاب المعرفة. السوشيال ميديا هى أداة، والمنصات أداة، والهاتف النوعى أداة لتشكيل معرفة المعرفة».
من ناحيتها، عرّفت الدكتورة «نهلة إمام» الهوية بأنها إحساس شخصى بالانتماء إلى مجتمع معين، حيث يعد الفرد جزءًا من الكل. وشددت على أنه فى فترات الأزمات يظل التراث مرتبطًا بالهوية، حيث تتحول الرموز مثل الكوفية الفلسطينية إلى مواقف تعبيرية، حيث يرتبط ارتداؤها بدعم القضية الفلسطينية، ويعبر العلم عن الهوية، بالإضافة إلى الصليب وغيره من الرموز البسيطة التى تعزز الهوية.
وأضافت: «التراث هو فترات تراكمت لإنتاج الإنسان فى الوقت الحاضر، حيث اختفت العديد من عاداتنا ولكن هناك ديناميات للعناصر، حيث تموت بعض الأشياء لتولد أخرى، وخوفنا على التراث يظل مبررًا صحيًا».
ونفت «إمام» قدرة التكنولوجيا على تهديد التراث، مشيرة إلى أنها أداة مثل السكين يمكن استخدامها لأغراض إيجابية أو سلبية. وأكدت أن التكنولوجيا يمكنها إحياء العمق الثقافى وتيسير اندماج ثقافتنا مع الغرب.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.