«المصري اليوم» في مصنع «300 الحربي».. قلعة الصناعة المصرية
يُعد «مصنع 300 الحربى» إحدى القلاع الصناعية المصرية التي تحظى باهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى، ضمن المشروعات الجديدة في شركة أبوزعبل للصناعات المتخصصة، بعد إجراء عمليات تطوير بالشركة والمصنع.
ولأن امتلاك القوة من أهم الأدوات التي تسعى إليها دول العالم لتحقيق الأمان لمواطنيها والحفاظ على سلامة أراضيها، تسعى الدولة المصرية إلى تطوير قدراتها الدفاعية من خلال التطوير المستمر للأسلحة والذخائر والمُعَدات العسكرية التي تحتاجها قواتها المسلحة وكذا ابتكار أنواع جديدة من تلك المنتجات العسكرية لتواكب أحدث التكنولوجيات في مجال التصنيع العسكرى، وتُعد وزارة الإنتاج الحربى ركيزة أساسية لتحقيق ذلك من خلال الإمكانيات التصنيعية والتكنولوجية والبشرية المتوفرة بشركاتها التابعة، والتى تؤهلها لإنتاج مجموعة واسعة من المنتجات العسكرية التي تلبى مطالب قواتنا المسلحة الباسلة بكفاءة.
«المصرى اليوم» تجولت داخل المصنع بهدف معرفة أحدث منتجاته والتكنولوجيا الحديثة داخل المصنع، وتهدف شركة أبوزعبل للصناعات المتخصصة «مصنع 300 الحربى» إلى أن تكون صرحًا صناعيًّا متطورًا يغطى مطالب القوات المسلحة وهيئة الشرطة من الأسلحة والذخائر في مجال نشاطها، محققًا قيمة مضافة للاقتصاد المصرى، من خلال منتج متطور بجودة عالية، يكون منافسًا في الأسواق العالمية في إطار استراتيجية وزارة الإنتاج الحربى.
وتعمل الشركة على تلبية مطالب القوات المسلحة وهيئة الشرطة والقطاع المدنى بالدولة من الأسلحة والذخائر في مجال نشاطها، والمشاركة في تنفيذ المشروعات الصناعية والتنموية والقومية، ارتكازًا على إمكانياتها التكنولوجية المتطورة والبشرية المتميزة، في إطار منظومة تؤمن بقدرة العلم والعمل على الإنجاز ومواجهة التحديات وإعادة تمركز الأنشطة الحربية للشركات (م/27، م/45، م/54) الحربية ضمن مجمع صناعى حديث متطور خارج نطاق الكثافة السكانية المحيطة بالمصانع السابقة.
ويُعد «أبوزعبل للصناعات المتخصصة» أهم منتجى الأسلحة والذخائر في الشرق الأوسط.
بداية الجولة كانت داخل شركة أبوزعبل للصناعات المتخصصة، (مصنع 300 الحربى)، التي هي إحدى الشركات التابعة لوزارة الإنتاج الحربى، وتشارك في تلبية مطالب القوات المسلحة من منتجاتها العسكرية المتنوعة، ويقع مصنع 300 الحربى على مساحة (371) فدانًا، وتم افتتاحها رسميًّا بحضور الرئيس
عبدالفتاح السيسى في فبراير 2020، وتُعد من أهم الشركات المنتجة للأسلحة والذخائر الصغيرة والمتوسطة في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى إنتاجها للبوادئ.
ولفت انتباهنا وجود الأيادى المصرية ودورها في تعظيم المكون المحلى، فمنذ تولى المهندس محمد صلاح الدين مصطفى الحقيبة الوزارية لوزارة الدولة للإنتاج الحربى، وجّه جميع القطاعات والشركات التابعة بالاستغلال الأمثل للموارد الصناعية والبشرية وكذلك تطبيق الحوكمة داخل الشركات وقطاعاتها المختلفة؛ فعملت شركة (300 الحربى) على تطبيق مبادئ الحوكمة، وسعت إلى تطوير المنتجات المختلفة التي تقوم بإنتاجها، وذلك بالتعاون مع مركز التميز العلمى والتكنولوجى التابع لوزارة الإنتاج الحربى، والذى يُعد الظهير البحثى للوزارة، وعملت الشركة على الاستثمار في رأس المال البشرى بها من خلال إمداد العاملين سواء مهندسين أو فنيين بالدورات التدريبية.
وعن مواكبة التطور التكنولوجى، حرص القائمون على وزارة الإنتاج الحربى على أن تضم خطوط الإنتاج في «أبوزعبل للصناعات المتخصصة» منذ إنشائها العديد من الماكينات الحديثة التي تعمل بكفاءة عالية لإنتاج المنتجات العسكرية مثل القنابل وبوادئ الذخيرة الثقيلة والصغيرة والمتوسطة بمختلف أنواعها، وتضم الشركة (خط إنتاج البوادئ والكواشف، وخطوط إنتاج الطابات، وخطوط إنتاج المفجرات).
وتنتج الشركة الذخيرة المتوسطة من 20 مم حتى 40 مم، وتتعاقد الشركة مع القوات المسلحة والشرطة لتوريد الأسلحة والذخيرة لتلك الجهات، ومن أهم المنتجات التي توردها الشركة البندقية الآلية والمسدس «cz» والمسدس «حلوان 920» والرشاش المتعدد، بالإضافة إلى إعادة تأهيل البندقية (Ak4) 7.62× 39 مم، والذخيرة 9 مم، 39 مم، 51 مم.
وتعظيمًا لأهمية المكون المحلى، تعمل شركة أبوزعبل للصناعات المتخصصة على تعظيم نسبة المكون المحلى في التصنيع للمساهمة في دفع عجلة الاقتصاد المحلى للأمام، وتقليل فاتورة الاستيراد في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم أجمع، حيث يتم إنتاج الرشاش المتعدد المصرى المصمم بعقول مصرية خالصة، وبنسبة 100%، كما تم تطوير المسدس 9 مم وتطوير خطوط إنتاج الذخائر بمختلف أنواعها، كما يتم تصدير عدد من منتجات الشركة إلى الخارج، ومن أهمها طلقة عيار 23 مم، مكونات الذخيرة الـ39 مم، والرشاش المتعدد عيار 7.62×51 مم، بجانب الذخيرة الخاصة به 51 مم.
ويحوى المصنع أحدث أفران المعاملات الحرارية، وعددها 4 أفران، كما يوجد لدى الشركة عدد (16) خط طلاء للمعاملات السطحية، التي تعمل على زيادة مقاومة المعدن للصدأ، علاوة على ماكينات التحكم الرقمى CNC، التي تخدم جميع قطاعات المصنع وخطوط الإنتاج، فيما يضم المصنع عدد (10) تبات ضرب النار تتراوح أطوالها من (50 حتى 400) متر، ملحقة بها معامل للاختبارات لإجراء جميع الاختبارات المعملية والبالستيكية لقياس (السرعة، الضغط، الانتشار، الدقة) على المنتج النهائى من الأسلحة والذخائر المختلفة التي يتم إنتاجها بالشركة طبقًا للمواصفات القياسية العالمية والمدرجة برخصة التصنيع.
وبالنسبة لاستغلال فائض الطاقات الإنتاجية، تقوم الشركة (مصنع 300 الحربى) باستغلال فائض الطاقات الإنتاجية لإنتاج المنتجات المدنية والمشاركة في المشروعات القومية من خلال تشغيل قطاع الأجزاء المعدنية، الذي يحتوى على ماكينات (CNC) متعددة المحاور لتصنيع الأجزاء الدقيقة من الأجهزة الطبية التعويضية مثل الركبة، إلى جانب تصنيع المسامير الطبية، وخلال الفترة القادمة ستقوم الشركة بتصنيع الشرائح الطبية.
وبالنسبة للمشروعات القومية، قام المصنع بإنشاء محطتى مياه بوادى الصعايدة وبلانة بطاقة 15 ألف متر مكعب لكل محطة، وتمت المشاركة بمشروعات تبطين وتغطية الترع في محافظتى سوهاج وأسوان، إضافةً إلى تطوير مبنى محافظة سوهاج، وتوريد أجهزة الكمبيوتر والفصول التعليمية لوزارة التربية والتعليم.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.