النهب يعيق وصول المساعدات إلى غزة وسط تصاعد الفوضى



تعطل توزيع المساعدات الإنسانية في غزة بشدة في الأيام الأخيرة بسبب تفشي أعمال النهب من اليائسين الجائعين الذين يحيون تحت قصف الإحتلال الإسرائيلي من المدنيين، مما أعاق إيصال الإمدادات. ومع وجود أكثر من 450 شاحنة تحمل إمدادات غذائية وطبية عالقة عند معبر كرم أبو سالم مع إسرائيل، تكافح وكالات الإغاثة لضمان مرور آمن عبر القطاع المحاصر.

وفقا لفاينانشال تايمز، تفاقم الوضع بسبب انهيار القانون والنظام، لا سيما بعد أن أوقفت الشرطة الفلسطينية عملياتها بعد أشهر من عدم رواتبها وسط الغارات الجوية الإسرائيلية استهدفت مراكز الشرطة ومركباتها. وقد أدى انهيار الأمن إلى تحويل قوافل المساعدات إلى أهداف رئيسية للنهب، حيث تتعرض الشاحنات للهجمات ويتم سرقة الإمدادات قبل وصولها إلى نقاط التوزيع.

ووصف سكوت أندرسون، نائب مدير وكالة الأمم المتحدة لشؤون الفلسطينيين (الأونروا) في غزة، الظروف الصعبة، مشيراً إلى أن عدداً قليلاً فقط من الشاحنات تمكنت من عبور مسافة ثلاثة كيلومترات من الطريق بأمان من معبر كرم أبو سالم. وأكد على الحاجة الملحة لاستئناف تسليم المساعدات، مشيراً إلى المستودعات شبه الفارغة والإمدادات المتضائلة التي تركت الملايين عرضة لخطر الجوع.

وتشير التقارير إلى أنه حتى المساعدات التي تمر عبر حواجز اللصوص ليست آمنة، حيث تقوم الناس بسرقة الإمدادات وتنقلها على عربات تجرها الحمير. اضطر برنامج الغذاء العالمي إلى تعليق تسليم المساعدات إلى شمال غزة بعد أن تعرضت شاحناته لإطلاق نار من حشود جائعة.

وشدد جيمي ماكغولدريك، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط، على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة الأزمة. وشدد ماكغولدريك على دور زيادة الإمدادات في التخفيف من حوافز السرقة، ودعا إسرائيل إلى تسهيل دخول المساعدات إلى غزة، وخاصة في الشمال، لخلق بيئة آمنة لتوصيل المساعدات.

وفي حين ألقى المسؤولون الإسرائيليون باللوم على الأمم المتحدة والهيئات الدولية في أوجه القصور اللوجستية، فإن الجهود جارية للتوسط في اتفاق بين مصر وإسرائيل للسماح للشرطة الفلسطينية باستئناف العمليات وتأمين قوافل المساعدات. ومع ذلك، لا تزال المخاوف قائمة بين ضباط الشرطة بعد الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت أفراد الشرطة الذين يقومون بتأمين طرق المساعدات.

إن الوضع الهش في غزة يسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى بذل جهود منسقة لضمان التدفق المتواصل للمساعدات الإنسانية إلى السكان الضعفاء. ومع تصاعد التوترات واستمرار المخاوف الأمنية، تظل معالجة الأسباب الجذرية للأزمة ذات أهمية قصوى لتخفيف معاناة الملايين في غزة.




اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading