انخفاض قيمة إصدارات الصكوك عالميًا منذ 3 سنوات


أكد خبراء أن قطاع العقارات يستحوذ على غالبية إصدارات الصكوك فى السوق المحلية، وأن إقبال الشركات على إصدار الصكوك ضعيف، لافتين إلى تراجع قيمة الإصدارات عالميًا منذ 2021.

قال دكتور أحمد شوقى، عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بولاية مينيسوتا الأمريكية، إن قيمة إصدارات الصكوك عالميًا تسجل تراجعًا سنويًا خلال الـ3 سنوات الماضية.

أضاف «شوقى»، لـ«المصرى اليوم»، أن إجمالى إصدارات الصكوك عالميًا بلغ نحو 2 تريليون دولار، بينما يبلغ إجمالى إصدارات الصكوك خلال 2023 نحو 170 مليار دولار أمريكى مقارنة بـ183 مليار دولار خلال 2022، ونحو 188 مليار دولار خلال عام 2021.

وأوضح «شوقى» أن إقبال الشركات على إصدار الصكوك فى مصر لايزال ضعيفًا، وذلك يرجع إلى عدة عوامل، منها مدى تقبل السوق للصكوك، ومدى قدرة الشركات على إصدار الصكوك، فى ظل ارتفاع تكلفة الإصدار رغم انخفاض أعبائها التمويلية، لتصبح المحصلة النهائية أقل تكلفة مقارنة بأدوات التمويل الأخرى، فضلًا عن أنها تقلل من حجم المخاطرة بالنسبة للشركات.

ولفت إلى أن هناك العديد من أسواق المنطقة تُقبل على الاستثمار فى الصكوك، إلا أنها تستغرق وقتًا أطول مقارنة بإصدار الأسهم والسندات نظرًا لأعمال لجنة الرقابة الشرعية، لافتًا إلى أنه لا توجد نماذج ثابتة لإصدار الصكوك، داعيًا إلى تحفيز الشركات على إصدار الصكوك من خلال تسريع أعمال دورة عملية الإصدار.

وقال الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، فى بيان صدر حديثًا، إن إجمالى قيمة إصدارات الصكوك الإسلامية سجل 12.8 مليار جنيه خلال الفترة من 2020 حتى نهاية 2023.

بينما أكد الدكتور إسلام عزام، نائب رئيس الهيئة، أن الإطار القانونى المنظم للصكوك صدر فى مصر خلال 2018، وأول إصدار للصكوك الإسلامية كان فى 2020 بقيمة 2 مليار جنيه، بينما تلاه 6 إصدارات من الصكوك الإسلامية.

وتابع «شوقى» أن من أهم الأمور التى دعمت استمرار إصدارات الصكوك فى ظل الاضطرابات الاقتصادية إصدارات الصكوك المستدامة Sustainable sukuk والصكوك الخضراء Green Sukuk فى ظل توجه العديد من دول الاقتصاد الإسلامى للمساهمة فى معالجة مشكلات التغير المناخى والتوجه نحو تقليل الانبعاثات الكربونية، والتى من المتوقع أن تستمر فى إصداراتها بشكل أكبر خلال العام الجارى 2024.

واستطرد أن إصدارات الصكوك طويلة الأجل تستحوذ على النسبة الأكبر من إجمالى إصدارات الصكوك عالميًا، حيث تبلغ إصدارات الصكوك طويلة الأجل 120 مليار دولار امريكى مقابل 62.7 مليار دولار أمريكى إصدارات قصيرة الأجل للعام 2023 البالغ حجم الإصدارات خلاله 182.7 مليار دولار أمريكى، كما تبلغ إصدارات الصكوك طويلة الأجل 134 مليار دولار امريكى مقابل 54 مليار دولار أمريكى إصدارات قصيرة الأجل للعام 2022، البالغ حجم الإصدارات فيه 188 مليار دولار أمريكى، وبالنسبة للعام 2021 تبلغ إصدارات الصكوك طويلة الأجل 117.9 مليار دولار أمريكى مقابل 56.7 مليار دولار أمريكى إصدارات قصيرة الأجل للعام 2022، ما يعكس تركز النسبة الأكبر لإصدارات الصكوك طويلة الأجل فى تمويل الفجوات التمويلية قصيرة الأجل وتقليل الأعباء على المصدرين فى الأجل القصير.

ويقود استمرار إصدارات الصكوك عالميًا إصدارات الصكوك السيادية وشبه السيادية 133.5 مليار دولار أمريكى، مقارنة بإصدارات صكوك الشركات وصكوك المؤسسات المالية، حيث تبلغ إصدارات صكوك الشركات إجمالى 30.7 مليار دولار أمريكى، وإصدارات المؤسسات المالية 18.4 مليار دولار أمريكى.

وتبلغ إصدارات الصكوك الدولية النسبة الأقل من إصدارات الصكوك عالميًا، حيث تبلغ 35.7 مليار دولار أمريكى بنهاية 2022، وتمثل الصكوك طويلة الأجل النسبة الأكبر بإجمالى 21.8 مليار دولار أمريكى وقصيرة الأجل 13.9 مليار دولار أمريكى، مقابل 147 مليار دولار أمريكى إصدارات صكوك محلية، وتمثل نسبة الإصدارات طويلة الأجل منها أيضا النسبة الأكبر بإجمالى 98.15 مليار دولار أمريكى، وقصيرة الأجل 48.7 مليار دولار أمريكى.

وبحسب «شوقى» تحتاج صناعة الصكوك إلى توحيد الأطر الشرعية لعملية إصدار الصكوك لتقليل إشكالية تفسير النصوص الشرعية ذات الصلة لتقليل مدى إصدارات الصكوك الزمنى، فضلاً عن الاعتماد على أدوات التكنولوجيا المالية لدعم عمليات الإصدار وزيادة التوعية للشركات، والتى قد تكون القائد المستقبلى لنمو إصدارات الصكوك.

من جانبه، قال أحمد سعيد، خبير أسواق المال، إن غالبية إصدارات الصكوك فى مصر خاصة بقطاع العقارات، وبقيم لا تتناسب مع حجم القطاع فى مصر.

وأضاف «سعيد»، لـ«المصرى اليوم»، أن إصدار الصكوك لايزال ثقافة تحتاج إلى توعية، والترويج لها بشكل جيد، خاصة أن أعضاء اللجنة الشرعية بهيئة الرقابة المالية، والتى يجب الحصول على موافقتها على الإصدار، هم أعضاء بجمعية التمويل للمصارف الإسلامية، المعتمدة لدى مجلس التعاون الخليجى، ما يضيف على الإصدار أبعادًا ترويجية إضافية.

وتابع أن أداة التمويل جاذبة للمستثمرين العرب بشدة، خاصة أنها من أهم أدوات التمويل النقية التى تناسب رغباتهم الاستثمارية، فضلًا عن درايتهم بها منذ ما يزيد على 15 عامًا.

واستطرد «سعيد» أن طرح صكوك بنسبة تداول للأفراد لإحدى الشركات الأكثر شهرة فى السوق من شأنه أن يحقق الترويج المطلوب لأداة التمويل بالسوق المحلية، كما حدث من قبل فى أدوات التمويل الأخرى، ومنها الأسهم.

يُذكر أن البورصة مقيد بها 5 إصدارات للصكوك صادرة عن شركتى تصكيك، بينما أوجب القانون قيد الصكوك التى تطرح فى اكتتاب عام للتداول فى إحدى بورصات الأوراق المالية فى مصر، كما أجاز القانون إدراجها وتداولها فى الأسواق المالية فى الخارج بعد موافقة الهيئة العامة للرقابة المالية، كما أجاز القانون قيد الصكوك التى تُطرح طرحًا خاصًا فى إحدى بورصات الأوراق المالية بمصر، على أن يحدد مجلس إدارة الهيئة شروط وقواعد قيدها، ويكون تداول الصكوك خارج بورصات الأوراق المالية وفقًا للضوابط التى يصدر بها قرار من مجلس إدارة الهيئة، ومن ثم يمكن بيع الصكوك بالسوق الثانوية بعد شرائها من قبل المكتتبين.

وقال سيد عبدالفضيل، رئيس الإدارة المركزية للتمويل بالهيئة العامة للرقابة المالية، فى تصريحات له، إن 5 شركات مصرية تسعى لطرح صكوك هذا العام بقيمة إجمالية تصل إلى 10 مليارات جنيه.



اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading