بسبب «التحول الديموغرافي».. دراسة حديثة تدق ناقوس الخطر: مدن بأكملها ستفرغ من سكانها
«في عام 2100 من المرجح أن يبدو عالمنا مختلفًا جذريًا عما هو عليه اليوم، إما من خلال إعادة تشكيله بواسطة القوى الطبيعية المدفوعة بتغير المناخ أو من خلال إنقاذ البشر لبشريتهم، وقد تبدو مدننا مختلفة تمامًا أيضًا، وقد يصبح بعضها (ظلالًا) لما كانت عليه في السابق»، بهذه الكلمات حذرت دراسة حديثة أجراها مجموعة من الباحثين فى الولايات المتحدة الأمريكية، من التغيرات التى قد تطرأ على كوكب الأرض نتيجة عادات وسلوكيات البشر الخاطئة بشأن التعامل مع البيئة والمناخ.
تقول الدراسة، إنه باستخدام الحسابات والأرقام، وُجد أنه بحلول نهاية القرن، يواجه ما يقرب من نصف المدن الأمريكية البالغ عددها حوالي 30 ألف مدينة نوعًا من الانخفاض السكاني، إذ تخسر ما بين 12% إلى 23% من سكانها المقيمين، وفقًا لموقع «Science Alert».
ويحذر الباحثون من أن آثار هذا الانخفاض الهائل في عدد السكان يجلب تحديات غير مسبوقة، مما قد يؤدي إلى انقطاع الخدمات الأساسية مثل النقل والمياه النظيفة والكهرباء والوصول إلى الإنترنت، .
ومن المُمكن أن يؤدي الانخفاض السكاني في بعض الأحياء إلى إغلاق محلات البقالة أبوابها، مما يؤدي إلى نقص الغذاء، كما يمكن للبنية التحتية المهملة في البلدات المتضائلة أن تترك المجتمعات بدون مياه نظيفة، مثلما حدث في ولايتي جاكسون وميسيسيبي في عام 2021.
وتوضح الدراسة التي أُجريت على المدن الأمريكية ونُشرت في مجلة «Nature Cities»، أنه في الوقت الحالي تفقد 43% من المدن الأمريكية سكانها، وهو رقم يتوقع التحليل أن يرتفع مع مرور القرن، حيث وجد الباحثون أنه اعتمادا على السيناريو المناخي، يمكن أن يكون ما يصل إلى 64%، من المدن في حالة تدهور بحلول عام 2100.
بينما يؤكد الباحثون أن تقديرات الاتجاهات السكانية بعد عقود من المستقبل غير مؤكدة بطبيعتها، ولا يُمكن للدراسة تحليل العوامل الاقتصادية أو الاجتماعية التي تقود الاتجاهات المتوقعة، كما أن الدراسة لا تشمل الهجرة داخل الولايات المتحدة في حين أن تغير المناخ يجبر السكان بالفعل على الانتقال، حيث تصبح الأماكن أقل صلاحية للسكن، مع الحرارة الشديدة أو الفيضانات المتكررة.
وبغض النظر عن هذه التعقيدات، «فإن الأمر المؤكد هو أن هناك حاجة إلى تحول ثقافي مهم في مجتمعات التخطيط والهندسة، بعيدًا عن التخطيط التقليدي القائم على النمو، لاستيعاب التحول الديموغرافي الدراماتيكي»، بحسب وصف الباحثون.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.