«جهاز العرايس اتحرق وشقا العمر ضاع».. مأساة سكان العقارات المجاورة لحريق استوديو الأهرام


150 شقة محترقة كانت خسائر حريق استوديو الأهرام بشارع خاتم المرسلين بالعمرانية في الجيزة، مساء أمس الجمعة، والذى امتد إلى 10 عقارات مجاورة، تسبب في تفحمها حتى أكل الأسياخ الحديدية وجدران الحوائط، وأدى إلى تساقط الكُتل الإسمنتية جراء شدته.

لجان من وزارة التضامن الاجتماعى، كانت تحصي حجم الشقق المتضررة من النيران التي استمرت 8 ساعات متواصلة حتى إخمادها، وقاطنوها الذين أصبحوا بلا مأوى يسردون مأساتهم بالدموع، من بينهم رجل ملتحِ يُدعى «إيهاب»، قال، إن شقا عمره ضاع وأصبح رمادًا إذ أنه اشترى أجهزة كهربائية لبناته الـ3، مرددًا: «جهاز العرايس راح، اشتريت بالتقسيط عشان لما يجي لهم ابن الحلال، متكونش الأسعار مولعة أكتر من كده، لكنها إرادة ربنا».

«إيهاب»، كان يؤدى صلاة التراويح، وبعدها قضى مشواير بمحيط المنطقة، ولم ينتبه إلى رنين هاتفه المحمول المتواصل، ليقابله أحد جيران بالشوارع المحيطة يلقى الصدمة في وجهه: «إلحق عمارتكم ولعت»، وسرد له التفاصيل «النار مسكت في الاستديو منها امتدت لحد العماير اللى جنبه».

ما إن وصل الرجل الخمسينى إلى مسكنه، حتى وجد أفراد أسرته وسط الشارع بملابس النوم، تمتم بكلمات: «الحمد لله.. قدر ولطف»، إذ من منظر النيران تكاد أنها أكلت كل شئ ولم تبقى على «قشة»، يقول: «ضاعت ذاكرتى عمرى، وليس أثاث وجهاز بناتى فحسب».

بعد إطفاء النيران، طالع «إيهاب» شقته التي يقطن بها منذ 40 عامًا وورثها عن أسرته، وقد أصبحت على «الطوب الأحمر»، يمسك الحوائط تتفت كتل الأسمنت في يده، وإذ بلجنة هندسية تعاين مسكنه ضمن الشقق المحترقة، يقول لهم الرجل: «لا أنتظر تعويضًا من أحد»، بأسى يضيف: «ولا عمرى أتخيل يحصل المنظر ده هنا».

موقع حريق استوديو الأهرام في الجيزة
موقع حريق استوديو الأهرام في الجيزة
موقع حريق استوديو الأهرام في الجيزة

سيدة تولول: «شقتى اتحرقت.. مش معايا غير الهدوم اللى عليا»، تتلف حولها النساء يهدأونها فتنهار أكثر، جراء مصيبتها «أنا عروسة جديدة، فرشى وعفشى وشقى وشقا جوزى ضاع»، يأتيها الزوج يربت على كتفيها لكن دموعه تخونه «عوضنا على الله».

وإحدى السيدات، عمرها 65 عامًا، لا تملك سوى شقة بطابق أرضى تقطنها، بعد زواج ابنتها الوحيدة، أصبحت «مرمية في الشارع»، حسب كلامها، إذ قالت إنها اشتمت رائحة حريق «افتكرت حاجة على البوتوجاز روحت عليه ملقتيش حاجة»، ولتفاجئ باحتراق الاستديو الكائن على مسافة قريبة من العقار محل سكنها «بينا وبينهم سور واحد».

شقة المٌسنة التي عاونها الأهالى على الخروج إلى الشارع للنجاة من موت محقق، دُمرت «كل حاجة اتحرقت، وبقاش في شئ سليم»، ولم تكن هذه مأساتها فحسب «شقة بنت كمان راحت، وهى متجوزة جديد، وكل اللي في الشقة اتحرق وحتى سقف الشقة راح بسببهم وبسبب الحريق وكل حاجة ولعت، وأصبح مأونا الشارع».

الأطفال كانوا يبحثون عن ألعابهم وسط الرماد، وكٌتبهم الدراسية، فيبكون على احتراقها.

موقع حريق استوديو الأهرام في الجيزة
حريق استوديو الأهرام
حريق استوديو الأهرام



اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading