رحلة البحث عن كوز اللقاح .. مأساة يعيشها مزارعو النخيل كل عام بالوادي الجديد
مأساة سنوية يعيشها مزارعو النخيل في محافظة الوادي الجديد في رحلة البحث عن كوز اللقاح، وذلك مع بداية موسم تلقيح النخيل من كل عام، حيث تشتعل أزمة بين مزارعي النخيل بالمحافظة لعدم وجود كوز اللقاح، حيث يرتفع سعره إلى عشرات الأضعاف من أجل تلقيح النخيل، والذي يساعد شجرة النخيل في اكتمال ثمار البلح، حيث إن البلح يعتبر محصولا أساسيا لمزارعي المحافظة.
ويشتهر مواطنو الواحات بصفة عامة بزراعة النخيل، ومع بداية موسم اللقاح لا بد وأن تتم عملية التلقيح ولا تتم العملية إلا بنقل أجزاء من كوز اللقاح الذكري والذي يتم العثور عليه بصعوبة بالغة.
يقول محمود أبو الغيط، أحد مزارعي النخيل، إن أشجار النخيل تختلف عن غيرها من الأشجار كونها ثنائية المسكن لوجود الشجرة الأنثى بعيدة عن الشجرة الذكرية، لذا لا يتم التلقيح والإخصاب إلا بنقل لقاح الفحل إلى طلع الأنثى بالطريقة اليدوية لأنها مضمونة وتحقق النتائج المطلوبة.
وأضاف أن عملية التلقيح التي تكون سببا مباشرا في عملية إنتاج النخيل للتمور، عن طريق تلقيح النخيل بـ «كوز» التلقيح، والذي يشهد ارتفاعا في سعره إلى عشرات الأضعاف كل عام في هذا الموسم، والتي تسبب معاناة للمزارعين، وسط عمليات البحث عن لقاح النخيل بسعره الطبيعي.
وأكد الحاج عبد السلام قناوي، صاحب أحد مزارع النخيل بباريس، أن معظم الناس في الوادي الجديد يمتهنون زراعة النخيل كونها مصدر رزقهم الوحيد، وفي مثل هذا الوقت من كل عام تبدأ معاناة المزارعين في البحث عن كوز اللقاح، إذ يتم فيه تلقيح النخيل، حث يتم بنقل أجزاء من كوز اللقاح الذكري على النخيل، لكن المشكلة تكمن في عدم توافر كوز اللقاح.
وأوضح أن أشجار النخيل تختلف عن غيرها من باقي الأشجار كونها ثنائية المسكن لوجود الشجرة الأنثى بعيدة عن الشجرة الذكرية، لذا لا يتم التلقيح والإخصاب إلا بنقل لقاح الفحل إلى طلع الأنثى بالطريقة اليدوية لأنها مضمونة وتحقق النتائج المطلوبة والتي اعتاد عليها المزارعون منذ القدم.
وأشار إلى أنه بمجرد ظهور طلع النخلة، يسعى المزارع الواحاتي إلى البحث عن كوز اللقاح الذكري ووضعه في منتصف الطلع الأنثوي حتى يضمن نجاح عملية التلقيح، متجاهلا طرق التلقيح الأخرى التي تتم عن طريق الهواء أو الحشرات، لافتا إلى أن عملية التلقيح تستمر حوالي 40 يوما من بداية الموسم.
ويؤكد محمود سويلم أحد مزارعي النخيل، أنهم يعيشون مأساة كل عام مع بدء موسم تلقيح النخيل، حيث تبدأ رحلة عذاب البحث عن كوز اللقاح، لأن معظم المزارعين الذين يمتلكون كوز اللقاح يقومون بإخفائه عن باقي المزارعين ليبيعوه بأسعار عالية لأن المزارع مضطر لشرائه بأي ثمن كان حتى لا يضيع محصول البلح الذي ينتظره كل عام على أحر من الجمر.
وقال إن سعر الكوز يصل أحيانًا إلى 150 جنيه لندرته، وبعض المزارعين يضطر للسفر لشرائه من واحات الفرافرة، فضلا عن سفر بعض المزارعين إلى محافظات الصعيد للبحث عنه، لأن معظم أشجار النخيل بالمحافظة من النخيل الأنثى، حيث لا يتوافر اللقاح الذكري.
وأضاف أن بعض المزارعين يحتفظون بكوز اللقاح من العام الماضي، وذلك بوضعه داخل الغرود الرملية حتى لا يتعرض الطلع للهواء ويفسد فاعليته، مشيرا إلى أن الطلع الذكري يشبه دقيق الحلبة، ويميل إلى اللون الأصفر، ورائحته تشبه رائحة الحيوانات المنوية.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.