زيادة 30%.. ارتفاع جديد في أسعار السيارات بعد شهر من ٢٠٢٤
منذ ما يقرب من عام يحاول «أحمد علي»، يعمل في مجال العقارات، أن يقتني سيارة تعينه على أن يتخذ خطوات في مساره المهني، إذ تتطلب مهنته التنقل بين عدة مناطق على مدار اليوم، وفي نهاية كل شهر بعد أن يخضع لـ«حسبة برما» يجد أن نسبة تتجاوز 60% من الراتب أهدرت بالفعل في مصاريف التنقلات، لا سيما أن أسعار المواصلات العامة شهدت طفرات في الأسعار خلال الفترة الماضية.
يقول «علي» في حديثه لـ«المصري اليوم»: «قررت أن ابدأ البحث عن سيارة مصروفاتها على «قد الإيد»، فلا مبالغة في الصيانات ولا تحرق البنزين، احتياجاتي حددت اختياراتي، لن ابحث عن السيارات الفارهة، فقط سيارة تحملني أنا وأسرتي الصغيرة المكونة من زوجة وطفلة في عمر 5 سنوات، بعد محاولات مضنية قررت التراجع عن فكرة كلية.
يوضح «علي» الأسباب التي دفعته لصرف النظر عن فكرة شراء سيارة «الأسعار تتضاعف يوما عن الثاني، في البدء أردت أن أشتري سيارة جديدة تغنيني عن الذهاب إلى الميكانيكي بشكل دوري، إلا أن الحلم سرعان ما تبخر، وتحول إلى كابوس، السيارات الجديدة هناك مبالغة كبيرة في أسعارها، والمستعملة كذلك، احتاج إلى مئات الألاف لشراء سيارة صيني مستعملة، سوف تحتاج إلى كثير من الصيانات وفي ظل ارتفاع أسعار قطع الغيار تحول المستعمل كذلك إلى رفاهية لا استطيع تحقيقها».
ارتفاع جنوني في أسعار السيارات
يشهد سوق السيارات المحلي حالة من عدم الاستقرار إذ ارتفعت أسعار السيارات بشكل كبير خلال الأيام القليلة الماضية وبلغ الارتفاع نحو 300 ألف في بعض أنواع السيارات، حيث ارتفعت أسعار إم جي 5 موديل 2024 بقيمة تتراوح بين 130 إلى 150 ألف جنيه، وأصبحت تبدأ من مليون جنيه للفئة الأولى، والفئة الأعلى تجهيزا لاكشري مليون و100 ألف جنية، وكذلك ارتفعت أسعار جيتور X70 موديل 2024 بقيمة تتراوح بين 170 إلى 190 ألف جنيه، وأصبحت تبدأ بسعر رسمي يبدأ من مليون و259 ألف جنيه للفئة الأولى كمفورت، ومليون و349 ألف جنيه للفئة الثانية لوكشري، كما ارتفعت جيلي GX3 PRO موديل 2024 التي تنتمي لفئة الكروس أوفر بفئة premium، وأصبح سعرها الجديد 865.000 جنيه بدلًا من 800.000 جنيه بفارق 65.000 جنيه عن الأسعار القديمة.
وكذلك ارتفعت أسعار شيفروليه الدبابة نصف نقل موديل 2024 بقيمة تتراوح بين 157 إلى 170.500 جنيه.
غياب الدولار السبب الرئيسي لارتفاع الأسعار
يفند أسامة أبوالمجد، رئيس رابطة تجار السيارات، أسباب ارتفاع أسعار السيارات بشكل غير منضبط خلال الفترة الماضية والتي شلت العام الماضي 2023، قائلا: «لا توجد سيارات في السوق بشكل عام وهو السبب الأكبر، بالإضافة إلى عدم قدرة البنوك على تدبير العملة الأجنبية «الدولار» لشراء السيارات من الخارج».
ويتابع «أبوالمجد» في تصريح لـ«المصري اليوم»: «هناك حالة من الجمود في سوق السيارات، هناك تخوف من الجميع تجار وعملاء، الأسعار المبالغ فيها نتجية عدم توفر الدولار، وأعتقد أن الازمة سوف تستمر ما دام لا يوجد تدبير للعملة الأجنبية، الجميع نا يخسر، التاجر الذي كان معدل البيع لديه مرتفع وبالتالي يحقق مكسب مرتفع لم يعد يبيع بنفس الكم وعلى أثره قلة الربحية، الجميع متضرر».
وطالب رئيس رابطة تجار السيارات بضرورة أن يكون هناك عمل جماعي من الحكومة وتجار السيارات، قائلا: «يجب أن نكون ضمن منظومة العمل، فلا يمكن أن تظل الحكومة تصدر القرارات دون أن يتم عمل اجتماع ومناقشة الأفكار والحلول والمشكلات مع التجار، فهم من يتصدرون المشهد، ويجب أن يحظوا بتعامل أكثر إيجابية مع الحكومة وهو ما سينعكس بالتبعية على السوق المحلي، فهناك حالة من الجمود في سوق السيارات المصرية في مصر».
انخفاض مبيعات السيارات
كشف التقرير الصادر عن مجلس معلومات سوق السيارات أميك- AMIC عن حجم مبيعات السيارات بداية من عام 2023 وحتى نهاية سبتمبر 2023، الذي سجل انخفاضًا بالمبيعات بنسبة 61.82% مقارنة بنفس الفترة من عام 2022 الماضى.
وسجل حجم مبيعات السيارات بالسوق المصرى تراجع بداية من عام 2023 وحتى نهاية سبتمبر 2023 بعد بيع 61 ألف و33 مركبة، مقارنة بـ 159 ألف و864 مركبة خلال نفس الفترة من 2022، بنسبة تراجع 61.82%. مبيعات سيارات الركوب –الملاكى انخفضت بنسبة 61% بداية من يناير الماضى وحتى نهاية سبتمبر 2023، بعد أن سجلت 45 ألف و917 سيارة مقارنة بـ 117 ألف و47 سيارة مباعة خلال نفس الفترة من 2022.
تغيير القوانين الحل الأمثل
أشار «أسامة أبوالمجد» إلى أن هناك حلول تلوح في الأفق يجب أن تنظر إليها الحكومة، منها العمل على تغيير القرار الوزاري رقم 580 لسنة 1998 بشأن تقييد استيراد السيارات الجديدة وإن كانت من موديلات سنوات سابقة، لافتا إلى أنه سبق أن تقدم بطلب رسمي إلى الحكومة إلى أنه قوبل بالرفض.
وأوضح الحكومة لا تسمح باستيراد السيارات المستعملة، والتي يصل سعرها إلى 50 ألف دولار، فيما يبلغ سعر السيارات موديل 2020 وما فوق قرابة الت 10 آلاف دولار، وأما 2021 تبلغ 15 ألف دولار، أعتقد أن العمل على هذا الحل من شانها أن يزلل العقبات أمام التجار والعملاء في آن واحد.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.