سما: كبرنا ونحن لا نزال أطفالًا
فى غزة، الأطفال يعانون أكثر مما يحلمون، فقط يتمنون النجاة من موت ملاصق، موت يرفرف فوق رؤسهم، يحصدهم قبل ذويهم.. كسرة خبز وجرعة ماء نظيف أقصى الأمانى، وليتها تتحقق، وسط القصف والنزوح من مكان إلى آخر، أطفال صغار، مشوهون، بفعل حروب متكررة، وبفعل زمن غادر وضع فى طريقهم طغاة محتلين لا قلب لهم. أخذوا منهم كل شىء، ولم يعد لديهم سوى الأمل.
وحلم براق يروح ويجىء على خجل.. يقول: هل تمهلنا الأيام لنحلم؟.. فقط دعونا نحلم!. هى رحلة عبر الحدود، نسافر فيها مع أطفال غزة ليحكوا لنا عن أحلامهم، وعن قوتهم وتحديهم الآلام ومعاناة الحرب التى حولتهم إلى أبطال حقيقيين يصارعون الموت كل يوم مصرين على البقاء. «المصرى اليوم» تواصلت مع 6 أطفال من غزة ليشاركونا قصصهم، كيف استطاعوا أن ينجوا بحياتهم، بينما ضاع أبطال صغار آخرون تحت الأنقاض.. دعونا لا ننساهم.
سما سحويل، 14 سنة، بعيون زائغة، تقول: دقت ساعة الفجر على يوم مشؤوم لم نتوقع حدوثه، يوم غيّر إعدادات عقلى، حيث كنت فى بيتى على سريرى أتناول كل ما لذ وطاب باستهتار دون الإحساس بأولئك الذين لا يجدون طعامًا أو مكانًا يأويهم، ويشعرهم بالانتماء فى هذا العالم الواسع أو بأولئك الذين فقدوا حياتهم بسبب الاقتحامات الهمجية للاحتلال.
أصبحنا أكثر شدة وحكمة أثناء الحرب صغيرنا قبل كبيرنا تغير، كبرنا ونحن لا نزال أطفالًا، أكبر أمانيهم مكان يأويهم فى هذا البرد القارس. الدفء لم يعد ملكنا، والبيت لم يعد له اسم، وكل شىء لم يعد لنا.. تفاجأنا.. صُدمنا.. كنا نعتقد أنه مجرد يوم نكرر فيه ذات الروتين الممل كان ذاك تغيرًا مفاجئًا وقد تقول إنه طويل الأمد.
لا أدرى حقًّا، أنا فقط محاصرة بكل تلك الحقائق المرة من يومها قلبت حياتى رأسًا على عقب لا أدرى ما الذى يحدث، لكن مازلنا صابرين متماسكين لأننا نعلم أن مع الله حقنا وأحلامنا، وأن الأيدى لن تضيع أو تضل.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.