«سمبوزيوم أسوان للنحت».. قصة الأجداد يتوارثها الأجيال
يعتبر فن النحت على الجرانيت أحد الفنون العريقة التى تروى كيف طوع الإنسان الصخر وحوّله إلى قطع فنية تعبر عما يدور فى فكر الفنان وتوصيل رسالة من خلال عمل فنى منحوت، ما يعيد إلى الأذهان كيف سخّر المصرى القديم الحجر فى بناء وتشييد المعابد القديمة والمسلات، فكان هناك سمبوزيوم أسوان الدولى للنحت ليكون همزة الوصل بين الماضى والحاضر وإحياء لفن النحت فى الجرانيت ومحاكاة لما صنعه المصرى القديم من معابد وتماثيل منحوتة فى الصخر.
٢٨ عاما هى عمر السمبوزيوم، الذى وضع لبنته الأولى الراحل آدم حنين فى ١٩٩٦ لتتوالى دورات السمبوزيوم كل عام على أرض أسوان مدينة الجرانيت.
الفنان أكرم المجدوب، قوميسير سمبوزيوم أسوان الدولى للنحت، يقول إن اختيار أسوان لإقامة فعاليات السمبوزيوم يأتى لامتلاكها الميزة الأساسية وهى محاجر الجرانيت التاريخية والتى شُيد منها المسلات والتماثيل الكبيرة والمعابد القديمة فكانت الفكرة إعادة فكرة النحت على الجرانيت، لذلك كان اختيار مدينة أسوان لاحتضان السمبوزيوم الذى أسسه الراحل آدم حنين، ويشارك فيه سنويًا على مدار دوراته عدد كبير من الفنانين والنحاتين على مستوى العالم والذين أخرجوا لنا عددا كببرا من الأعمال الفنية المنحوتة فى الصخر.
وأضاف: «نحتفى هذه الأيام بالدورة ٢٨ للسمبوزيوم والتى شارك فيها العديد من الفنانين هم خوسيه كارولوس من إسبانيا، وميخائيل سو بوليفا من روسيا، وشيان وسيهوا من الصين، وفيكتور كوباكز من بولندا، وماركوس هاريس من إنجلترا، ومن مصر ماجد ميخائيل، وزينب صبحى، وتريزا أنطوان، وشروق هلال»، فضلا عن المشاركين فى الورشة منة عبد الرازق، وميرنا إسحاق، والدكتورة نيفين خفاجى.
وقالت تريزا انطوان، إحدى الفنانات المشاركات فى أعمال سمبوزيوم أسوان، إن مشاركتها هى الثالثة لها، وأضافت أنها شاركت فى ١٣ ورشة خاصة بالسمبوزيوم، ومن خلال أعمالها تهتم بالتركيز على الحديث عن النفس والتعبير من خلال العمل الفنى عما يجول بتفكيرك من خلال جسم الإنسان وحركة الجسم والتى تعبر عن نفسية الشخصية والأفكار الداخلية، وشاركت فى هذه الدورة بعمل فنى مكون من جزءين عبارة عن شخص يجلس فى حالة ثبات، ويتأمل ما يحدث من حوله دون أن يتدخل فيما يحدث.
من جهته، أكد اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، أن أسوان تعتبر أول حاضنة لمهرجان سمبوزيوم يتم تأسيسه على المستوى القومى والإقليمى منذ عام 1996 على يد الفنان التشكيلى العالمى الراحل آدم حنين، ليستمر ضمن أبرز الأحداث الفنية والثقافية والتنويرية، حيث تحتضنها أسوان، ليصبح ملتقى للفنانين والمبدعين لهذا الفن من جميع أنحاء العالم، ولتتحول أسوان إلى مزار ومقصد لكبار النحاتين، لافتًا إلى أن جميع الأعمال السابقة يتم الاحتفاظ بها بالمتحف المفتوح بالشلال، والذى يضم أكثر من 350 منحوتة لـ 150 فنانًا، تمهيدا لوضعه على الخريطة السياحية، وهو الذى يتكامل مع حرصنا على وضع الأعمال الفنية للسمبوزيوم ضمن منظومة التطوير والتجميل الجارية.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.