عندما يتزوج أفراد العائلة المالكة فيما بينهم، فإن ذلك يجلب مكاسب سلام غير متوقعة | تورستن بيل


أن درس تاريخ مثير للاهتمام هذا الأسبوع. لقد اعتدنا جميعًا على قصص زواج الأقارب بين الأنظمة الملكية في أوائل أوروبا الحديثة. قادت عائلة هابسبورغ النمساوية الطريق، حيث قامت بتزويج أفراد الأسرة من اليسار واليمين والوسط كاستراتيجية دبلوماسية. ثم أخذت الملكة فيكتوريا الأمور إلى مستويات جديدة، إذ لم يحكم أحفادها المملكة المتحدة فحسب، بل حكموا ألمانيا وروسيا، مع بزوغ فجر القرن العشرين.

من السهل الاستهزاء بزواج الأقارب، لكن تمهل. ربما لم يكن ارتباط العائلات المالكة ببعضها البعض مفيدًا لمجموعتها الجينية، ولكن كان له تأثير جانبي مفيد: حروب أقل. هكذا تقول دراسة جديدة تدرس الأنظمة الملكية في أوروبا بين عامي 1495 و1918، وترسم خريطة للروابط الأسرية والصراعات فيما بينها.

ويظهر الباحثون أنه عندما تنتهي صلة القرابة بين الملوك، تزداد فرصة الحرب بشكل كبير. على سبيل المثال، عندما يرتبط ملكان عن طريق أطفال متزوجين وتتفكك هذه الرابطة، هناك زيادة بنسبة 9.5 نقطة مئوية في الفرصة السنوية للصراع بين دولهم. ويرى المؤلفون أن السبب في ذلك هو أن “علاقات القرابة بين الحكام تقلل من تكاليف المفاوضات وتزيد من مكاسب السلام، مما يزيد من احتمالية التوصل إلى حلول دبلوماسية للصراعات المحتملة”.

وعلى مدار الأربعمائة عام أو نحو ذلك، زادت نسبة الملوك الأوروبيين الذين كانت لديهم روابط عائلية إلى ثلاثة أضعاف. ويرى المؤلفون أن هذا ساهم في الانخفاض الكبير في عدد الحروب ــ وخاصة الانخفاض بنسبة 50% بعد عام 1800. ويُقترح أن ما يقرب من 45% من هذا الانخفاض يمكن أن يُعزى إلى تعزيز العلاقات بين الحكام.

لذا، في المرة القادمة التي يسمع فيها أنصار الملكية أشخاصًا يسخرون من تكلفة حفل زفاف ملكي، يمكنك تذكيرهم بشيء: السلام لا يقدر بثمن.

تورستن بيل هو الرئيس التنفيذي لمؤسسة القرار ومؤلف كتاب بريطانيا العظمى؟ كيف نستعيد مستقبلنا


اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading