«غزة تمرض ولا تموت».. حكايات عائلات فلسطينية استقبلها «بنى سويف الجامعى»
«غزة تمرض ولا تموت»، هكذا قالت عائلات من أهل غزة ممن استقبلهم مستشفى بنى سويف الجامعى للعلاج جراء القصف الشديد الواقع عليهم من العدو الصهيونى.
هدى محمد، من خان يونس، قالت لـ«المصرى اليوم»: «لن نترك غزة، أنا جئت إلى مصر مع أبنائى لعلاج والدهم، الذى يعمل فى مجمع ناصر الطبى، وأصيب بالسرطان فى القولون، ولم نجد له علاجًا، لذا جئنا عبر معبر رفح، وأكرمنا المصريون عندما خصصوا لنا غرفًا فى قاعة المؤتمرات التابعة لجامعة بنى سويف، وهو فندق على النيل، وأقمت مع أولادى فيه بعد أن اطمأننت على زوجى فى المستشفى الجامعى لتلقى العلاج».
وأضافت: «أعمل معلمة لغة عربية فى مدرسة الصفوة فى خان يونس، وتوقفت المدارس فى غزة جراء القصف العنيف».
أسيل عزوز جاءت من رفح مع جدتها، وهى طالبة فى الصف الثالث الثانوى، قالت: «كان نفسى أفرح أهلى وأدخل كلية لكن العدوان على غزة أوقف طموحى كاملًا، وأصبت فى قدمى بشظية وأجريت عملية فيها، واستشهد عدد من صديقاتى فى القصف».
رشا أحمد، من سكان تل الهوى فى غزة، أوضحت: «أعمل معلمة لغة إنجليزية، وجئت مع والدتى لعلاجها من ورم خبيث، ونتيجة قصف مستشفيات غزة لم نجد أى علاج لها، ورغم فرحى بعلاج والدتى إلا أننى تركت والدى فى غزة، وأختى فى دير البلح، وحالتهما صعبة جدًا».
«المصرى اليوم» التقت أيضًا مع 3 أسر من مناطق حى الزيتون وتل الهوى ورفح الفلسطينية جاؤوا مع ذويهم للعلاج فى مستشفى بنى سويف الجامعى، بعد أن فقدوا 106 شهداء من أسرهم جراء القصف الغاشم.
رداء الزيتونى، سيدة فلسطينية، قالت إنها مصابة بالقلب، وإنها جاءت من غزة، وبالتحديد من مخيمات دير البلح، لعلاج ابنها «عبدالرحمن»، 7 سنوات، موضحة أن حجم ما يعانيه النازحون من انعدام الطعام والشراب صعب للغاية، فضلًا عن أنهم يعيشون فى ظروف لا إنسانية، وتضيف: «نحن كأسرة لنا 65 شهيدًا فى حى الزيتون، لدرجة أن أخى وأولاده تحت الأنقاض منذ 3 أشهر، ولا نعرف استخراج جثثهم حتى الآن بسبب القصف العشوائى الذى نتعرض له على مدار الشهور الماضية».
وأوضحت: «الوضع كارثى داخل غزة، فالسكان كلهم ينتظرون الموت فى كل لحظة، وتركت زوجى وأولادى الثلاثة وجئت مع ابنى عبدالرحمن لعلاجه، واتجهنا إلى المعبر المصرى واختفت صافرات وقصف الطائرات وزال الرعب الذى نعيشه فى كل لحظة، وبالرغم من هذا الأمان إلا أننى أريد أن أعود لزوجى وأولادى».
عبير عامر، من منطقة تل الهوى بغزة، قالت: «وصلت معبر رفح، وحضرت مع والدى لأنه مصاب بسرطان فى العظام، ونتيجة قصف المستشفيات فى غزة لم نجد علاجًا لوالدى، ودخلنا مستشفى بنى سويف الجامعى، وعلى الفور تم إجراء التحاليل له، وبعدها انتقلت إلى فندق تابع لجامعة بنى سويف، وللأمانة المصريين شالونا على كفوف الراحة، وحسينا إننا فى بلدنا الثانى».
وأشارت إلى أن «القصف الإسرائيلى تسبب فى استشهاد أكثر من 35 فردًا من أسرتى، فمنازلنا وجدرانها مملوءة بالثقوب من الرصاص، ودماء أسرتى فى كل مكان».
آمنة محمد، سيدة فلسطينية، جاءت عبر معبر رفح مع زوجها لعلاجه، قالت: «وصلت مع زوجى لعلاجه، فالوضع فى غزة أصبح مأساويًا، وكل ما يتم عرضه فى وسائل الإعلام أقل بكثير مما نعيشه، فالعدوان الإسرائيلى لا يعتبر أهل غزة من ضمن البنى آدمين، والرعب فى عين كل طفل وسيدة ورجل، فنحن كل يوم فى المخيم الذى نقيم فيه فى رفح الفلسطينية نودع بعضنا، فلقد فقدت 6 من أسرتى استشهدوا، وجميعنا يدرك أن الدور سيأتى عليه، فشبح الموت يحيط بنا من كل الاتجاهات من دون أن نعلم اللحظة التى سينقض فيها علينا، ربما وأنا هنا بقية أسرتى ينهى عليهم القصف، فالقصف والجوع هما الرعب الذى يواجه أهل غزة».
إلى ذلك، أعلن الدكتور منصور حسن، رئيس جامعة بنى سويف، استقبال المستشفيات الجامعية عددًا من الأشقاء الفلسطينيين من مصابى قطاع غزة، وتقديم الرعاية الصحية العاجلة للجرحى والمصابين من أبناء الشعب الفلسطينى.
وأكد رئيس الجامعة أن استقبال الأشقاء الفلسطينيين يأتى فى إطار تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بالاهتمام بالقضية الفلسطينية باعتبارها قضية مركزية بالنسبة لمصر، ومواقف الدولة المصرية الداعمة والمساندة للشعب الفلسطينى.
ووجه رئيس الجامعة بتقديم أوجه الرعاية الطبية والعلاجية للمرضى من الأشقاء الفلسطينيين داخل المستشفيات الجامعية، مؤكدًا حرص الجامعة على دعم الأشقاء الفلسطينيين وتقديم كل أوجه الدعم المختلفة لهم، تأكيدًا على الدور المجتمعى للجامعة فى دعم الأشقاء من الشعب الفلسطينى من خلال خطة طبية متكاملة لاستقبال حالات المصابين الفلسطينيين.
وأوضح رئيس الجامعة أن الحالات التى تم استقبالها من مرضى الأورام، حيث تم تجهيز فرق طبية متخصصة من الكوادر الطبية لهم، وتجهيز كافة الإمكانات الطبية من أشعة وتحاليل وغيرها للتعامل مع الحالات، وتوفير جميع الأدوية والأجهزة والمستلزمات.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.