في اليوم العالمي للمرأة.. مؤتمر يناقش تعزيز دور النساء في القطاع المالي بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا


تحت عنوان «سد الفجوات بين الجنسين في القطاع المالي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: نحو تطوير الأعمال التي تقودها النساء، عقد الاتحاد من أجل المتوسط واتحاد المصارف العربية مؤتمرا في السادس من مارس بالقاهرة بمشاركة 100 من المسؤولين والمعنيين من القطاعين العام والخاص، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة، حيث جرت على مدى يومين مناقشات وأنشطة استراتيجية لتعزيز الاندماج في عالم الأعمال الذي يهيمن عليه الذكور.

تضمن المؤتمر ست حلقات نقاش ومحادثات مائدة مستديرة تفاعلية حول تعزيز دور المرأة في هذا القطاع، بالإضافة إلى حفل توزيع جوائز للشركات الناشئة المبتكرة التي تقودها النساء وجلسة للتوفيق بين المؤسسين والمستثمرين.

تقود النساء أقل من 5% من الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أي أقل بحوالي 20% من المتوسط ​​العالمي، في حين أن نقص المشاركة الاقتصادية للمرأة أدى إلى خسائر تقدر بنحو 575 مليار دولار سنويًا. وتشهد المنطقة أكبر فجوة بين الجنسين في العالم، مما يدل على الحاجة الملحة لإطلاق العنان لإمكانات المرأة من أجل تعزيز النمو الإقليمي على نطاق واسع.

نظم الاتحاد من أجل المتوسط ​​واتحاد المصارف العربية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة مؤتمرا تحت عنوان «سد الفجوات بين الجنسين في القطاع المالي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: نحو تطوير الأعمال التي تقودها المرأة». وهدف المؤتمر الذي عقد في العاصمة المصرية على مدار يومين الحد من المستويات المرتفعة لعدم المساواة في ريادة الأعمال بين الرجل والمرأة، وهو الحدث المشترك الأول بين الجانبين منذ توقيع اتفاقية التعاون بينهما قبل شهر واحد، حيث عملت المؤسساتان جنبًا إلى جنب لجمع 100 مشارك من القطاعين العام والخاص، وتسليط الضوء على المبادرات وأفضل الممارسات التي تشجع ريادة الأعمال النسائية وبالتالي تعزز النمو الإقليمي الأكثر إنصافًا.

شارك كبار المصرفيين ورواد الأعمال وغيرهم من الحضور في ست حلقات نقاش ومحادثات مائدة مستديرة حول الفوارق بين الجنسين في الوصول إلى التمويل لإنشاء الأعمال وتطويرها، ودور المؤسسات المالية والبنوك في تعزيز المساواة بين الجنسين، بالإضافة إلى مشهد الاستثمار الملائكي النسائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما تم التطرق إلى دور التكنولوجيا المالية في سد الفجوة بين الجنسين، والممارسات المبتكرة لتعزيز الشمول المالي للمرأة، ودعم دورها في التجارة الدولية.

وقام قسم الشرق الأوسط وأفريقيا في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بعرض برنامج بقيمة 5 ملايين يورو للإدماج المالي والرقمي لرائدات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من أجل مساعدتهن على التغلب على ممارسات الإقراض غير العادلة، ونقص الضمانات، والمعرفة المالية. وفي الوقت نفسه، أعلن الاتحاد من أجل المتوسط ​​واتحاد المصارف العربية والمديرية العامة لمفاوضات سياسات الجوار والتوسع بالإتحاد الأوروبي (DG-NEAR)، عن جائزة جديدة «المنظور الجنساني في التكنولوجيا المالية» لعرض ودعم المبادرات المراعية للمساواة بين الجنسين في قطاع التكنولوجيا المالية، وذلك في حفل من المقررعقده في نهاية هذا العام.

حصلت منى فتوح ConyWorld(مصر) على جائزة المركز الأول بقيمة 1000 دولار أمريكي للشركات الناشئة المبتكرة خلال مسابقة لعرض الأفكار التي نظمها نادي سيدات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي مبادرة أطلقها الاتحاد من أجل المتوسط ​​ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO) في عام 2021 لتسهيل وصول الأعضاء إلى نظام واسع النطاق من رواد الأعمال والمحامين والاستشاريين والمديرين التنفيذيين والمستثمرين.

وجاء غوادالونا الشاعر من شركة LUXEED Robotics (لبنان) في المركز الثاني، وفاز بمبلغ 750 دولارًا، بينما حصل الفائز بالمركز الثالث فلة بوتي من Ecotashira (الجزائر) على 500 دولار. ستتاح للنساء الثلاث فرصة الاستفادة من برامج الحضانة والتسريع الخاصة ببرنامج Plug and Play في مصر أو المغرب. وفي اليوم الثاني قبل اختتام المؤتمر، ترأس نادي سيدات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جلسة التوفيق بين الشركات الناشئة التي تقودها النساء والمستثمرين.

وصرح الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط ​​ناصر كامل: «إن اجتماعنا في القاهرة ليس احتفالا، بل هو دعوة للعمل، لا سيما وأن الفجوات بين الجنسين في القطاع المالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا صارخة، إذ أن أقل من 5% من الشركات تقودها النساء، وهو أقل بكثير من المتوسط ​​العالمي الذي يتراوح بين 23% إلى 26%، في حين تصل الخسائر المترتبة على نقص المشاركة الاقتصادية للمرأة إلى 575 مليار دولار سنويا.

وأضاف الأمين العام: «إن هذه الحقائق وحدها تثبت الحاجة الملحة إلى زيادة إشراك المرأة في سوق العمل، وهي قضية تقع في قلب مهمة الاتحاد من أجل المتوسط«.

فيما أكد الأمين العام لاتحاد المصارف العربية فتوح وسام: «بالتعاون مع الاتحاد من أجل المتوسط، نعتز بالمشاركة في تنظيم هذا الحدث، لتأكيد التزامنا المشترك بتضييق الفجوة بين الجنسين في القطاع المالي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ أن هدفنا المشترك هو توفير بيئة تمكينية للمرأة، ودفعها نحو تطوير الأعمال الناجحة«.
واضاف: «إنني متحمس حقًا للتأثير المحتمل لهذا الحدث، وأتوقع حدوث تحولات إيجابية في صناعتنا وخارجها… أتطلع بفارغ الصبر إلى الخطوات التعاونية التي سنتخذها نحو مستقبل يدعم المساواة وتمكين المرأة في القطاع المالي».

يعد تعزيز تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين إحدى الأولويات الرئيسية للاتحاد من أجل المتوسط، وفقا للإعلان الوزاري للاتحاد من أجل المتوسط ​​لعام 2022 في مدريد بشأن تعزيز دور المرأة في المجتمع، وبجانب المبادرات مثل نادي سيدات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يقف الاتحاد من أجل المتوسط ​​أيضًا وراء إطلاق أول آلية حكومية دولية لرصد المساواة بين الجنسين. وتستضيف نيقوسيا، بقبرص،في شهر مايو/أيار المقبل مؤتمر الاتحاد الرفيع المستوى المعني بالمرأة والذي ينعقد كل سنتين.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى