متحف «السد العالى» شاهد على قصة الكفاح


ملحمة بناء السد العالى لم تقتصر على الإنسان الذى صنع هذا الإنجاز الهندسى الكبير فحسب، فهناك المعدات والآلات التى ساهمت فى تحقيق هذا الإنجاز، فبدون الإنسان والمعدات والأدوات لم يكن ليكتمل هذا العمل الضخم.

الزائرون للسد العالى فى أسوان يمكنهم مشاهدة هذه المعدات التى يحكى تاريخها قصة بناء السد من خلال متحف معدات السد العالى المفتوح، والذى يضم المعدات والآلات التى ساهمت فى تنفيذ أعمال بناء السد، وأدت دورها بنجاح حتى أخرجت هذا الإنشاء الهندسى الضخم والذى تم وضع حجر أساسه فى ٩ يناير ١٩٦٠ وافتتاحه فى ١٥ يناير عام ١٩٧١.

جانب من المعدات المستخدمة فى بناء السد العالى بالمتحف
جانب من المعدات المستخدمة فى بناء السد العالى بالمتحف
جانب من المعدات المستخدمة فى بناء السد العالى بالمتحف

ويضم المتحف المفتوح للسد العديد من المعدات والتى استخدمت فى إنشاء السد، أبرزها «الشمندورة أو العوامة» وهى روسية الصنع ويعود تاريخ إنتاجها إلى ١٩٥٧ واستخدمت فى أعمال الملاحة كعلامات ملاحية، بحيث تطفو فوق المياه، إلى جانب ونش السحب الذى يستخدم لسحب معدات الحقن فى أثناء التنفيذ، وهو روسى الصنع أيضًا.

بجانب ما يحتويه المتحف من «حاويات الخلط»، حيث إن سعة كل حاوية ٣٥٠ مترًا مكعبًا، ولها محرك قدرة ٣٠ حصانًا، كما يضم «البلدوزر» قدرة ١٠٠ حصان و٨ سلندر لإدخال وإخراج معدات الحقن، ويستخدم فى أعمال التربة والتسوية، بالإضافة إلى الورشة المتنقلة، التى كانت تستخدم لتصنيع قطع الغيار لمعدات الحقن وتجهيز قطع الغيار والأدوات اليدوية، وكذا معدات خلط وحقن روسية الصنع.

جانب من المعدات المستخدمة فى بناء السد العالى بالمتحف
جانب من المعدات المستخدمة فى بناء السد العالى بالمتحف

يقول سيف بدر، أحد أبناء بناة السد العالى، إن هذه المعدات والآلات تروى قصة نضال وكفاح السد التى انتهت بتحقيق الحلم، ليقف شاهدا على قدرة الشعب المصرى على قهر الصعاب وتحدى الطبيعة والجبال والصخور وصلابتها، لافتًا إلى أن الإنسان المصرى وهذه المعدات وثالثهما العزيمة والإصرار، صنعوا هذا العمل.

ويضيف «بدر»: «شارك فى إنشاء السد نحو ٣٥ ألف عامل ومهندس وفنى وخبير، كانوا يعملون ٢٤ ساعة بنظام الوردية وبذلك كان لا يتوقف العمل الذى لم يخلو من المخاطر».

جانب من المعدات المستخدمة فى بناء السد العالى بالمتحف
جانب من المعدات المستخدمة فى بناء السد العالى بالمتحف
جانب من المعدات المستخدمة فى بناء السد العالى بالمتحف

ويتابع محمد عبدالله «٧٨ عاما»، أحد بناة السد: «تم تدريب العمال للعمل على هذه المعدات بمركز التدريب الذى أقيم لتدريبهم والذى شارك فيه العمال والمهندسون المصريون والخبراء السوفييت وكان خلالها العامل لا يشعر بالوقت ولم ينظر للمقابل المادى وكل هدفه إنجاز العمل، فكانت المواقع خلية عمل لا تهدأ، يواصلون الليل بالنهار للانتهاء من هذه الملحمة التى التف حولها المصريون رغم مشقة العمل».

ويبلغ طول السد العالى ٣٨٠٠ متر وعرضه ٩٨٠ مترًا عند القاعدة و٤٠ مترًا أعلى السطح، وهو أكبر سد ركامى استخدمت فيه ٤٣ مليون طن من الأحجار والركام، حيث يبلغ السد ١٧ مرة ضعف هرم خوفو الأكبر، مكونا خلفه بحيرة ناصر أو بحيرة السد العالى، والتى يصل ارتفاع السد أمامها لنحو ١١١ مترًا.



اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading