«ممر نتساريم».. خطة الاحتلال لمستقبل غزة وفصل شماله عن جنوبه


أظهرت الأقمار الصناعية، صورًا حديثة تظهر فصل قطاع غزة إلى شطرين عبر طريق جديد يمتد من حدودها مع القطاع إلى ساحل الأبيض المتوسط.

وفقا لتحليل أجرته شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي شرع في بناء طريق يقسم قطاع غزة إلى قسمين انتهاء بساحل البحر المتوسط، يسُمي بـ«ممر نتساريم».

ووفقاً للتحليل فإن الطريق يتكون من حوالي 2 كيلومتر كانت طريقا قائما في السابق، بينما الباقي جديد.

وبحسب «سي إن إن»، فإن الصور التي تم التقاطها في السادس من مارس الجاري أظهرت أن الطريق، الذي كان قيد الإنشاء منذ أسابيع، يمتد الآن حوالي ستة كيلومترات من منطقة الحدود بين غزة وإسرائيل عبر القطاع ويقسمه إلى قسمين ويعزل شمال مدينة غزة عن بقية القطاع.

ونقلت الشبكة عن مسؤولين في جيش الاحتلال، قولهم إن هذا الطريق هو جزء من خطة أمنية للسيطرة على المنطقة لأشهر وربما لسنوات قادمة، وسيساعد إسرائيل على «إقامة موطئ قدم عملياتي» في قطاع غزة، والسماح «بمرور قواتها والمعدات اللوجستية».

وقالت إنه جرى تسمية الطريق باسم «ممر نتساريم» على اسم المستوطنة الإسرائيلية السابقة في غزة، وهو يتقاطع مع شارع صلاح الدين أحد الطريقين الرئيسيين بين الشمال والجنوب في غزة، لإنشاء تقاطع مركزي استراتيجي.

وقال وزير شؤون الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي إن الطريق الجديد «سيسهل» على الجيش الإسرائيلي شن عمليات شمال مدينة غزة وجنوبها.

وذكر «شيكلي» «سي إن إن»، أن الطريق سيستخدم لمدة عام على الأقل، وسيكون فيه 3 مسارات «واحد للدبابات الثقيلة والمدرعات، وآخر للمركبات الخفيفة، وثالث للحركة السريعة».

وفي رد على سؤال بشأن اكتمال الطريق، قال الجيش الإسرائيلي إن الطريق كان موجودا قبل الحرب ويتم «تجديده»، بسبب تعرضه للأذى نتيجة مرور المركبات المدرعة.

وقال إن الطريق الجديد «سيسهل» على الجيش الإسرائيلي شن عمليات شمال مدينة غزة وجنوبها.

وأشار إلى أنه سيكون بالإمكان القيادة على «ممر نتساريم» من بئيري، وهو كيبوتس إسرائيلي بالقرب من حدود غزة، إلى البحر الأبيض المتوسط خلال سبع دقائق فقط.

وأظهرت سلسلة من صور الأقمار الاصطناعية قبل وبعد 7 أكتوبر كيف تقوم إسرائيل بتوسيع طريق قائم لبناء «ممر نتساريم».

إحدى هذه الصور التي التقطتها شركة «ماكسار تكنولوجيز» في 29 فبراير، واستعرضتها شبكة «سي إن إن»، تظهر أجزاء من الطريق تم تجريفها حديثًا إلى الشرق والغرب من الطريق الحالي.

وتظهر صورة أخرى التقطت في 6 مارس من قبل شركة بلانت لابز«أن البناء الجديد وصل إلى الساحل.

وتقول إميلي هاردينغ من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن إن إنشاء «ممر نتساريم يأتي في إطار محاولات السيطرة على حركة السكان» في غزة.

وتضيف أن الطريق الذي يقسم القطاع سيسهل «تدقيق الأشخاص الذين يتنقلون ذهابا وإيابا بين الشمال والجنوب ومحاولة معرفة ما إذا كان أي منهم من مسلحي حماس».

وتبين هاردينغ أن «التحدي الأكبر الذي يواجه إسرائيل منذ أن بدأت العملية في غزة هو محاولة استئصال مسلحي حماس المختبئين بين السكان المدنيين».

وتشير إلى أن «الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي من خلال اتباع تكتيكات استخباراتية جيدة على الأرض، ثم منعهم من التحرك فعليا في أرجاء المنطقة».



اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading