نواب وصيادلة يوضحون أسباب نقص الدواء في مصر.. ومقترح بكتابة «روشتة العلاج» بالاسم العلمي
شغلت أزمة نقص بعض أصناف الأدوية اهتمام المواطنين وخاصة أن بعضها أدوية تهم قطاع كبير مثل أدوية السكر وبعض أدوية الغدد، حيث أوضح عددا من الصيادلة السبب في عدم توافر بعض الأدوية في الأسواق هو تراجع استيراد المواد الخام والأدوية بسبب أزمة الدولار، وهو ما اتفق معه بعض النواب بمجلس النواب، مؤكدين أن استيراد المادة الخام من الخارج يتطلب توافر العملة الصعبة، مقدمين عددا من الحلول للتعامل مع الأزمة.
«يحيي»: أحد أسباب أزمة الدواء في مصر رفض بدائل الدواء
في البداية يوضح، الدكتور يحيي سعد صيدلي في إحدى محافظات الدلتا، أن هناك نقص في الأدوية المستوردة بشكل ملحوظ على عكس الأدوية المحلية، مشيرًا إلى أن المشكلة تكمن في ثقافة الطبيب البشري والمريض، حيث أن أي صنف دوائي به نقص متاح له أكثر من بديل وبنفس المادة الفعالة ونفس تأثير الدواء الناقص بالأسواق، ولكن المريض يرفض اللجوء للبديل، موضحًا أنه أحيانًا يكون هناك «بيزنس» بين الطبيب وبعض شركات الأدوية، حيث يصف الطبيب للمريض أحد الأصناف الناقصة بالأسواق الخاصة بالشركة، ويشدد على عدم استخدام البديل المتوفر مما يؤدي لتزايد أزمة الدواء في مصر.
وأضاف أنه من أكثر الأصناف التي يوجد بها نقص هي أدوية السكر، ويمكن أن تتوفر كل أسبوع أو أسبوعين، مشيرًا إلى أن من الأدوية الناقصة حقن أنسولين «نوفورابيد» و«أوزمبك»، إضافة إلى أنه هناك بعض الأصناف بدأت تتوفر، ومنها حقن أنسولين «اكترابيد» و«نوفومكس» والذي بدأ يتوفر بشكل محدود، مشيرا إلى أكثر أدوية القلب نقصًا أقراص «بيتاكور»، وهو ليس له بدائل، أما الحقن طويلة المدي والتي كان بها نقص لفترة وبدأت تتوافر فمنها «البنسلين»، بجانب بعض أدوية الكبد والروماتويد وأدوية الغدد، إلا أن هناك وجود أكثر من بديل لهذه الأدوية في شركات مختلفة.
«سعيد»: ارتفاع أسعار الدواء بنسبة تتراوح من 10% إلى 20%
وأوضح سعيد عيد مسؤول المبيعات بإحدي صيدليات الدلتا الأدوية الناقصة في الأسواق تصل نسبتها إلى 40%، حسب تقديره، ومنها أن هناك العديد من الأصناف الهامة جدًا غير متوفرة، وليس لها بديل مثل أقراص «بريانيل» و«رواكول» و«رواتنكس» و«نيورتون»، وحقن «هيالون» للركبة، وحقن «ابركس» للسيولة، مؤكدا وجود نقص كبير في جميع الأدوية المستوردة ومنها أدوية هامة مثل «جالفز» و«اكسفورج»، أما عن أدوية الأطفال منها «ماكسيلاز» وهو أشهر دواء مضاد للالتهاب للأطفال والذي لم يتوافر من فترة كبيرة.
وأشار إلى أن ارتفاع في بعض أسعار الأدوية بنسب تتراوح من 10% إلى 20% وليس هناك نسبة ثابتة للزيادة.
فيما قال النائب محمود قاسم، عضو مجلس النواب، إنه تلقى العديد من شكاوى المواطنين حول أزمة نقص الدواء في السوق المحلي، مؤكدًا أنه على الحكومة اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة والمناسبة لحل الأزمة ومواجهة نقص الدواء خاصة أدوية الغدة الدرقية.
وأشار «قاسم» لـ «المصري اليوم» أنه من الضروري إنشاء مشروعات لإنتاج المواد الخام المستخدمة في صناعة الأدوية لتوفير العملة الصعبة ومواجهة أزمة ارتفاع الأسعار والحد فاتورة الاستيراد من الخارج، مضيفًا أنه على الحكومة التوسع في صناعة الدواء المحلي والمستلزمات الطبية، وتقديم الحوافز التشجيعية للمستثمرين ورجال الأعمال.
عضو«بالنواب»: ارتفاع سعر الدورلار هو المتسبب الرئيسي في الأزمة الحالية
وأوضح عضو مجلس النواب أن الأزمة ليست في الأسعار ولكن في نقص الأدوية نظرًا للمواد الخام الداخلة في صناعة الدواء، وأنه كان قد قدم طلب إحاطة للدكتور حنفى جبالى رئيس مجلس النواب ليتم توجيهه بعد ذلك إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان يتساءل فيه عن الأسباب الحقيقية لوصول نسبة نقص الأدوية إلى 40 %، حيث كشف الدكتور أشرف حاتم رئيس لجنة الصحة بـ مجلس النواب وجود نقص يصل لـ40% من الأدوية في السوق المحلي.
وطالب «قاسم» بتشكيل لجنة وزارية تعمل على وضع خطط لمواجهة التحديات التي تواجه صناعة الدواء في السوق المصري، وتعتمد في قراراتها وتشريعاتها على كبار أساتذة الصيادلة والخبراء والمستثمرين في قطاع الدواء في مصر، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتصنيعها محليًا وتوفيرها للمرضى.
فيما قالت النائبة مها عبدالناصر، عضو مجلس النواب عن الحزب المصرى الديمُقراطي أن ارتفاع سعر الدورلار هو المتسبب الرئيسي في الأزمة الحالية، وبالتالي ارتفاع أسعار المواد الخام المستوردة مع تكاليف الشحن والتفريغ، بالتزامن مع اعتماد الاسواق المصرية عليها بشكل كبير، وتأثير ذلك على صناعة الدواء واختفاء بعض الأصناف من السوق المحلي.
وأكدت «عبدالناصر» لـ «المصري اليوم» وجود نقص في بعض المستلزمات الطبية بمستشفيات القطاع العام والتأمين الصحي الشامل، بالإضافة إلى تلقي العديد من شكاوي المواطنين حول ارتفاع الأسعار ونقص أدوية أصحاب الأمراض المزمنة، مشيرة إلى وجود نقص شديد في أدوات التخدير، خاصة بنج الأسنان والبنج الكُلي وأدوية الإفاقة، مما يهدد إجراء العمليات الجراحية للمرضى، وبالتالي زيادة قوائم الانتظار بالمستشفيات، بالإضافة إلى أدوية الدم، وبعض أدوية القلب والسكر، وأدوية ضمور العضلات، وأدوية التصلب المتعدد، وجميع أدوية مراحل ما بعد زرع الكلى والكبد، بالإضافة إلى ضرورة وضع خطط لإنشاء المزيد من مشروعات صناعات المواد الخام الداخلة في صناعات الأدوية داخل مصر لتوفير العملة الصعبة.
نقيب الصيادلة يقترح كتابة الـ«روشتة» بالاسم العلمي وبدائل الأدوية
فيما قال الدكتور محمد الشيخ، نقيب صيادلة القاهرة، وعضو لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، أنه هناك نقص في بعض المستلزمات الطبية والأدوية في السوق المحلي، مع تأكيده على أدوية معينة مع عدد من النواب والمتمثلة في المستلزمات الطبية لعمليات القلب والمفاصل الصناعية، مؤكدًا على ضرورة التوسع في التصنيع المحلي للأدوية والمستلزمات الطبية لمواجهة أزمة نقص الأدوية وتوفير العملة الصعبة.
وأشار«الشيخ» على أهمية كتابة الروشتة بالاسم العلمي، وكتابة بدائل الدواء، نظرًا لتواجد العديد من الأصناف داخل الصيدلية الواحدة، وأكد نقيب صيادلة القاهرة على ضرورة تحفيز حركة التجارة في السوق المحلي والدولي، لتحقيق معدلات صادرات عالية، وإزالة كل المعوقات وفتح المجال لسوق التصدير المحلي.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.