«هن» يتصدرن أفيشات الأفلام.. النجمات عائدات


شهدت فترة التسعينيات انتعاشة سينمائية بعد انتهاء فترة أفلام المقاولات، واستحوذ عدد من النجمات على الساحة الفنية وأفيشات الأفلام، إذ كانت الأفلام تُباع بأسماء نبيلة عبيد ونادية الجندى وهالة صدقى، ليلى علوى، إلهام شاهين، واستمر وجود اسم النجمة التى يُباع الفيلم باسمها حتى بداية الألفينيات، وظهور جيل منى زكى وهند صبرى وحنان ترك، منة شلبى وياسمين عبدالعزيز ومى عز الدين، فى أعمال فنية مبنية على الحكايات المأخوذة عن الواقع أو التى تعبر عن المرأة، مثل تأخر الفتيات فى الزواج، كما رأينا بـ«بنتين من مصر» بطولة زينة وصبا مبارك، أو قصة فتاتين.

إحداهما ثرية والأخرى من الطبقة المتوسطة، وقررا تبديل حياتهما مثل «شيكامارا» بطولة مى عز الدين، وحكاية السيدة رافضة الزواج وتخشى من الحب، كما حدث بـ«الآنسة مامى» للفنانة ياسمين عبدالعزيز، لكن بعد جيل ياسمين ومنى، أصبحت البطولة السينمائية حِكر على الرجال بين الشباب ونجوم الألفينيات، مثل كريم عبدالعزيز، أحمد عز، أمير كرارة، كريم محمود عبدالعزيز، أحمد فهمى، والفنانين الشباب مثل نور النبوى، أحمد غزى، وغيرهم من الفنانين الذين استلموا راية «نجم الشباك».

لكن مع مطلع عام 2024، تفاجأنا بتغيرات شهدتها السوق السينمائية بين عودة نجمات جيل التسعينيات ومطلع الألفينيات لشباك التذاكر، وصورهن تصدرت «الأفيش»، بجانب التركيز على حكايات المرأة ومشاكلها من خلال سيناريوهات مبنية على الحوار الجيد والمواقف الواقعية، بعيدًا عن الأكشن، والكوميديا المبنية على الحركات الجسدية، وعادت ليلى علوى لصدارة الشباك، وأيضا إسعاد يونس بـ«عصابة عظيمة»، وهالة صدقى كأنها تكتشف ذاتها من خلال لقب «الملكة»، بعد دورها فى «جعفر العمدة» الذى عُرض فى رمضان 2023، وقدمت خلاله شخصية الملكة صفصف والدة جعفر العمدة والتى حققت بها نجاحًا كبيرًا، جعلها تستثمر اللقب فى اسم فيلمها الجديد الذى يعرض حاليًا فى موسم نصف العام السينمائى.

ماجدة خير الله

منى زكى فى «رحلة ٤٠٤»

وتصدرت هالة صدقى البوستر الرسمى لفيلم «الملكة»، الذى عُرض مؤخرًا فى السينمات، وحقق نجاحًا، بسبب اختلاف شكل الأفيش، واجتماع عدد كبير من الفنانين بين الشباب والأعمار الأكبر سنًا حول هالة صدقى، والذى بُنى على حكاية فريق كرة قدم، تترأسه هالة وشيرين رضا ومعهن بدرية طُلبة، والحكاية مبنية على الكوميديا، إذ تألق الثلاث فى الملعب، كأنهن أصحاب ناد منذ سنوات طويلة، وربما هى مصادفة أن «الملكة» و«الحريفة» تدور أحداثهما فى ملعب كرة قدم، كما بدأت الفنانة وفاء عامر تصوير فيلم لها، لتعود إلى شاشة السينما التى كانت بداياتها مع الزعيم عادل إمام فى فيلم «الواد محروس بتاع الوزير»، ولأول مرة تتصدر وفاء عامر بطولة سينمائية، وهى القادمة من عالم الدراما والمسلسلات الناجحة.

أيضا كان لعودة الفنانة إسعاد يونس إلى أفيشات ومنافسات شباك التذاكر السينمائى بفيلم «عصابة عظيمة» مذاق خاص، وحمل الفيلم طابعًا كوميديًا مميزًا.

ليلى علوى عادت لشباك التذاكر السينمائى أيضا بطلة وبجوارها شيرين رضا، سما إبراهيم، إذ اجتمع الثلاثى بـ«مقسوم» الذى بدأت أحداثه منذ التسعينيات، حين قررن تكوين فرقة موسيقية تحمل اسم «AMICI»، وبعد مرورهن بعدد من النجاحات فرقهن الزمن، وفعل الحب بهن أفعاله حين تزوجت إحداهن من سيد رجب «مدحت»، ثم وقعت الأخرى فى حبه، وظلت تحاول جاهدةً حتى استطاعت إقناعه أن يترك صديقتها ويتزوجها، وكونت سماء إبراهيم وسيد رجب عائلة كبيرة مكونة من عدة أبناء، وأحفاد، وأصبحت ليلى علوى وحيدةً دون صديقة أو زوج، واشترت كلبًا أطلقت عليه اسم طليقها.

أما شيرين رضا، فقررت ألا تتخلى عن حياة النجومية، وساعدها على الأمر عائلتها ذو المستوى المادى الجيد، واستكملت حياتها وهى تقول على نفسها «الديفا»، وبعد 30 عامًا من الانفصال اجتمع الثلاثى فى مسقط رأسهن بأسوان، بعدما أقنعتهن سارة عبدالرحمن بأن الجمهور مازال يسأل عن الفرقة وتطوراتها وسبب اختفائها عن الساحة بالسنوات الأخيرة، وقررت كل واحدة منهن ترك مشاكلها السابقة وسافرت لاستكمال حلمًا قديمًا، وفتحت كل منهن مع الأخرى صفحة جديدة تتصالح بها مع نفسها.

ليلى علوى فى «مقسوم»

أمينة خليل فى مشهد من «أنف و٣ عيون»

وفى شباك التذاكر السينمائى أيضًا بوستر فيلم «رحلة 404»، بطولة منى زكى المقرر عرضه ضمن الموسم الحالى، ولتعود «منى» إلى المنافسات السينمائية منذ آخر أفلامها «أصحاب ولا أعز» عام 2022، والذى طرح رقميا، وأثار جدلا بسبب أحد مشاهد منى فيه، وكشف الإعلان الترويجى الخاص بفيلم «رحلة 404»- والذى حمل سابقا اسم «القاهرة- مكة»- أن الحكاية مبنية على منى زكى، وتحولات شكل حياتها بين السيدة التى سبحت فى المعاصى، ولها علاقات متعددة مع رجال من مختلف الطبقات والثقافات، حتى قررت التوبة، والسفر إلى «مكة»، حينها تردد على لسانها سؤال «تحب أدعيلك بإيه؟»، وحقق التريللر الدعائى الخاص بالعمل نجاحًا كبيرًا، لأنه مستند على حكاية إنسانية وليس «أكشن» أو كوميدى فرس، فهذان اللونان ملّ منهما الجمهور فى أكثر الأعمال الفنية المبنية عليهما.

أيضا يشارك فى موسم نصف العام السينمائى 2024، وبعد فترة من التأجيلات، إذ صور منذ ما يزيد على عامين، فيلم «ليلة العيد» الذى تعود من خلاله يسرا على أفيش سينمائى بعد غياب 4 أعوام منذ فيلمها «صاحب المقام» مع آسر ياسين، والذى عرض رقميا فقط بسبب جائحة كورونا عام 2020، ولم يعرض بالصالات السينمائية، ويشارك فى بطولة فيلم «ليلة العيد» والذى حمل البوستر الرسمى له اسم «ليلة العيد.. ثورة النساء»، كل من ريهام عبدالغفور ويسرا اللوزى ونجلاء بدر، ويحكى الفيلم الذى يعرض فى 25 يناير الحالى عن المهمشين والبسطاء من النساء كعادة أعمال الثنائى المؤلف أحمد عبدالله والمخرج سامح عبدالعزيز السابقة.

وعلقت الناقدة ماجدة خير الله، على عودة نجمات التسعينيات وأشهر نجمات السينما لـ«شباك التذاكر»، وتمنت أن الأمر يستمر وتعود المرأة للريادة السينمائية مرة أخرى بجانب الرجل، لتصبح السوق السينمائية المصرية مثل سيمفونية، بين البطولة النسائية والفنانين الرجال، ونعود لسنوات تنوع السوق بين أفلام الكوميديا، و«الأكشن»، والقصص الاجتماعية المأخوذة عن الواقع، كما كان «أحلى الأوقات»، «بنتين من مصر»، «أسماء»، و«حب البنات»، وغيرها من الأعمال.

وتابعت «خير الله» فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»: هناك مسافة كبيرة بين جيل منى زكى، وجيل ليلى علوى، فمنى زكى منطقى أن تتواجد فى السينما كما تتواجد فى التليفزيون، لأنها نجمة بشكل عام، مع العِلم أن السينما خاصةً فى السنوات الأخيرة، أصبحت تعطى للرجال مساحة أكبر من الأدوار النسائية، أما بالنسبة لعودة ليلى علوى للسينما وفكرة أن جيلها يُسند له أدوار بطولات هى أمر جيد.

خاصةً إذا كان ضمن منظومة سينمائية جيدة، أى يتوافر سيناريو جيد، ومخرج أو مخرجة، وشركة إنتاج تنفق جيدًا على الفيلم، ولا تكن الاستعانة بهم مجرد الحنين للماضى، ولا نستهلكهم أو نعطيهم فرصة ثانية، ولكن علينا الاهتمام بالفيلم نفسه من حيث الإخراج والدعاية، لتكون التجربة متكاملة.

وأضافت «خير الله»: ليس أى ممثل نستطيع الرهان عليه، وعلى سبيل المثال وفاء عامر، التى بدأت تصوير فيلم جديد مؤخرًا عمرها ما كانت نجمة، لذلك كيف ننتظر منها أن تكون نجمة فى السينما، هى ممثلة جيدة فى التليفزيون، لكنها ليست نجمة سينمائية، لذلك فكرة الاعتماد عليها فى الأفلام تصبح مخاطرة، والمراهنة على جيل ليلى علوى جيدة بشرط وجود عمل فنى مناسب.

وتابعت: «السبب فى إسناد البطولات بقدر أكبر للرجال، هو شركات الإنتاج التى تفضل لونين من الأفلام، سواء الكوميديا الصارخة أو الأكشن، لأن المرأة تصلح فى البطولة النسائية المبنية على الموقف وليس الكاركترات، وقِلة الشركات التى تراهن على المرأة أصبح كارثيًا، وأدى إلى انسحاب أجيال من النساء وهن لديهن ما يعطونه للسينما، مثل ليلى علوى، وإلهام شاهين».

وأضافت الناقدة ماجدة خيرالله: أنتظر كذلك مشاهدة فيلم «أنف وثلاث عيون» بطولة أمينة خليل، وصبا مبارك، وتواجد العنصر النسائى لا يكون نزوة وتنتهى، وبالمناسبة الرجل يشعر بالضغط بسبب المراهنة عليه، إلا المنتجين والمخرجين الذين يمتلكون بعض الجرأة لإنتاج أعمال مختلفة، صحيح تواجد العنصر النسائى ليس مُركزًا بالقدر الكافى ولكنه جيد.



اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading