خبراء: رأس الحكمة نافذة استثمارية جديدة لشركات التطوير
رحبت منظمات الأعمال المعنية بقطاع التطوير العقارى بإعلان اتفاقية تطوير مدينة رأس الحكمة بالشراكة بين الحكومة المصرية ممثلة فى هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وشركة ADQ القابضة الإماراتية، قائلين إنها تفتح آفاقا استثمارية جديدة لشركات التطوير العقارى وقطاع المقاولات.
وقال الدكتور أحمد شلبى، رئيس مجلس العقار، الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لشركة تطوير مصر، إن هذه الصفقة بداية لفكر جديد ومختلف من الدولة تجاه القطاع الخاص والاستثمار الأجنبى، لافتا أن هذه الشراكة جاءت بنظام المطور العام الذى لطالما أكد مجلس العقار على أهميته فى الإسراع بعمليات التنمية العمرانية الشاملة دون تحميل الموازنة العامة للدولة مزيدًا من الأعباء.
وأضاف أن هذه الصفقة جاءت فى توقيت بالغ الدقة للاقتصاد المصرى، كما حملت تفاصيلها كثيرا من الإيجابيات التى لم نشهدها قبل ذلك فى صفقات مثيلة، حيث ستقوم الشركة الإماراتية بتحويل كامل حق إدارة وتطوير المدينة بواقع 24 مليار دولار إلى مصر فى غضون شهرين فقط، ما يسهم فى تعزيز التدفقات من العملة الأجنبية فى وقت تعانى مصر أكبر أزماتها مع العملة، مضيفا أن مثل هذه الصفقات الكبرى هى السبيل لحل الأزمة الاقتصادية الحالية، كما أن الدولة لم تتنازل عن أى من الأصول أو الشركات المهمة التى تمتلكها، بل بالعكس حرصت الدولة على الشراكة مع شركة كيان كبير لديه باع طويل فى مجال التطوير العقارى ولديها القدرة على خلق مدينة متكاملة بمميزات تنافسية على مستوى العالم.
وأكد أن المدينة ستعمل على إحداث تنمية حقيقية وشاملة فى منطقة استراتيجية، مثل الساحل الشمالى، بما تتضمنه من بنية خدمية، مثل المطار الدولى والمارينا العالمية، وغيرها من مشروعات ستخدم على مشروعات الساحل الشمالى كاملة، وأوضح أن الشركة القابضة الإماراتية ستتولى أعمال التخطيط والتصميم للمدينة وتنفيذ شبكة المرافق دون تحميل موازنة الدولة مليما واحدا، وفى المقابل ستحصل الدولة من خلال شراكتها مع الجانب الإماراتى على حصة من الأبارح توازى 35%.
وأضاف أن المشروع سيحمل آفاقًا استثمارية واسعة لشركات التطوير العقارى للمشاركة فى تنفيذ المشروع، سواء على صعيد الشركات المحلية او الأجنبية من الدول المحيطة، هذا فضلا عن الملايين من فرص العمل التى ستوفرها المدينة بكافة أنشطتها الاقتصادية، سواء فى مراحل الإنشاء وبعد اكتمال تشغيله، بالإضافة إلى ما سبق، سيساهم المشروع فى تشغيل مصانع مواد البناء والخامات، كما سيقوم بتنشيط الحركة التجارية بوجه عام.
ودعا رئيس «مجلس العقار» الحكومة التوسع فى تنفيذ مثل تلك الشركات سواء فى تنفيذ ما تبقى من مراحل فى العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة الجلاله بالعين السخنة والبحر الاحمر وغيرها.
من ناحيته، قال فتح الله فوزى، رئيس لجنة التطوير العقارى بجمعية رجال الأعمال المصريين، إن هذا المشروع يحقق خطة الدولة فى التنمية العمرانية لعام 2052 والتى تستهدف توطين نحو 30 مليون مواطن من إجمالى 180 مليون نسمة متوقعة خلال عام 2052. ولفت إلى أن المشروع بنظام المطور العام الذى يتولى تخطيط المدينة وإعادة طرح مكوناتها على شركات التطوير العقارى، متوقعا أن تجذب استثمارات إضافية من مصر ومن خارجها فى هذا المجال.
ولفت أن المشروع سيعمل على تحقيق طفرة أيضا فى القطاع السياحى من خلال جذب استثمارات ضخمة فى القطاع الفندقى فضلا عن المكونات السكنية والمدارس والجامعات وغيرها، ما يسهم فى توفير عوائد دولارية متكررة للدولة من خلال القطاع السياحى، حيث إنه من المستهدف أن يجذب المشروع نحو 8 ملايين سائح بعد اكتمال تنفيذه. وأعلنت مجموعة طلعت مصطفى، الأحد الماضى، عن شراكتها مع التحالف الإماراتى وشركة مدن العقارية للتطوير العام لمدينة رأس الحكمة، وقالت المجموعة، فى بيان صحفى، إن التعاون يأتى متماشيا مع استراتيجية الإدارة التنفيذية للمجموعة فى خلق قيمة مضافة مستمرة تعود بالفائدة على مساهمى الشركة من خلال تعظيم العوائد وخلق قيمة مضافة للعوائد المتكررة.
من جانبه قال المهندس طارق شكرى، وكيل لجنة الإسكان بمجلس النواب، ورئيس غرفة التطوير العقارى باتحاد الصناعات المصرية، ورئيس شعبة الاستثمار العقارى باتحاد الغرف التجارية، إن هذا المشروع سيوفر أكثر من 100 ألف فرصة عمل مستقبلية سيحصل عليها المصريون فى قطاع المقاولات والتشييد لسنوات طويلة، وهو ما يحسن من مستوى البطالة، كما أن الحصيلة الضريبية والتأمينية التى ستعود من هذا الاستثمار ستتوجه لخزانة الدولة وتساعد على استكمال مشروعاتها اللازمة للمواطنين مثل مشروع حياة كريمة، والمشروعات التعليمية والصحية المهمة التى تؤثر فى حياة المواطن بشكل سريع.
وأكد أن من مزايا هذه الصفقة الاستثمارية التاريخية عنصر الثقة الاستثمارية والتسويقية لمصر كقبلة للمستثمرين بمشروع عملاق كهذا، وهو ما سيفتح شهية المستثمرين والدول لعمل استثمارات ومشروعات مشابهة، ما سينعكس على الصناديق والمؤسسات الدولية التى ستعدل نظرتها لمصر إلى مستقرة ومتفائلة ومن C إلى B وإلى درجة أعلى قريبًا.
وأضاف: من المتوقع قريباً أن تكون هناك مشروعات أخرى بشرم الشيخ والساحل الشمالى والعاصمة الإدارية ستدر عشرات المليارات من الدولارات لرفع نسبة النمو لتحسين حياة المواطنين وتعطى دفعة اقتصادية كبيرة للبلاد.
ولفت إلى أن هذه المنطقة ستكون سكنًا دائمًا متنوع المستويات لجميع المشروعات الإدارية والتجارية، بالإضافة لمناطق حرة ومناطق صناعية وترفيهية، فالمشروع سيكون متكاملا يضمن للمنطقة الوصول لجاذبية متنوعة من الاستثمارات الصناعية والسكنية والسياحية والتجارية والترفيهية.
أشاد النائب أحمد الطيبى عضو مجلس النواب وكيل لجنة السياحة والطيران المدنى، بنجاح الحكومة المصرية فى جذب استثمارات ضخمة فى توقيت يعانى فيه العالم من تحديات جسيمة.
وأضاف الطيبى أن هذه الصفقة تأتى ضمن استراتيجية تنمية مصر عام 2052، والتى وضعته الدولة بهدف استغلال البنية التحتية التى تم إنشاؤها من طريق ساحلى دولى وقطار كهربائى دولى لزيادة التنمية السياحية، ورفع عائدات الدولة من السياحة من 14 مليار دولار حاليا إلى ما يقرب من 40 مليار دولار.
كما سيساهم المشروع فى زيادة عدد السائحين إلى مصر سنويًا بحوالى 8 ملايين سائح، مما قد يُمكننا من الوصول إلى 40 – 50 مليون سائح سنويًا، الأمر الذى يمكنه غلق عجز ميزان المدفوعات للدولة سنويا من العملة الأجنبية.
وأوضح وكيل لجنة السياحة والطيران المدنى، أن مشروع تطوير «رأس الحكمة» عبارة عن تنمية مجتمعات عمرانية وسياحية متكاملة.
وأشار الطيبى إلى أن المشروع سيخلق ملايين فرص العمل أثناء التطوير وبعد التشغيل، وسيعمل على تحقيق الاستقرار النقدى وكبح جماح التضخم عن طريق الدفعات التى سيتم ضخها فى الاقتصاد المصرى، وهى خطوة مهمة فى سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورفع مستوى المعيشة للمواطنين.