«أزمة الخليج» و«حركات بارزان».. كتابان جديدان للكاتب العراقى شيركو حبيب


صدر حديثًا كتابان جديدان للكاتب الصحفى شيركو حبيب، أولهما «أزمة الخليج.. الكورد فى العراق والمفاوضات الكوردية العراقية 1991»، و«حركات بارزان الوطنية 1929- 1947»، ليكونا متاحين لجمهور معرض القاهرة الدولى للكتاب.

الكتابان طبعا فى مطبعة جامعة صلاح الدين بمدينة أربيل، وقدمهما الأستاذ الدكتور عبد الفتاح على البوتانى، وراجعهما ودققهما الأستاذ الدكتور محمود زايد، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الأزهر، ويستند فيهما المؤلف، وهو صحفى كردى من كردستان العراق، ومترجم وباحث وخبير بشؤون الشرق الأوسط، إلى وثائق الأرشيف الوطنى البريطانى.

فى الكتاب الأول «أزمة الخليج..»، تتحدث الوثائق عن حربه الثانية 1990 – 1991، وإنشاء المناطق الآمنة بعد الهجرة المليونية للشعب الكوردى عقب الانتفاضة الربيعية عام 1991 واللجوء إلى دول الجوار، تركيا وإيران هربا من بطش النظام الذى ارتكب جرائم بحق الكرد خاصة، والعراقيين عامة.

غلاف الكتاب

يقول المؤلف: «خلال ترجمتى لهذه الوثائق، ظهر لى أن هذه الدول العظمى تنظر إلى القضية الكردية والشعب الكردى من الناحية الإنسانية فقط، دون الاهتمام بمستقبله وتقرير مصيره وبناء دولته المستقلة على أرضه، وذلك خوفا على مصالحها مع دول الجوار، التى يوجد بها الكرد، وكذلك خوفا من إسرائيل، فبعض التقارير تشير إلى أنهم لا يستطيعون مساعدة الكرد بحجة أنها مسائل داخلية تمس سيادة الدولة. إن الغرب بصورة عامة، والإنجليز بصورة خاصة، بحكم أنهم سيطروا على العراق لعقود، وهم على دراية تامة بأوضاعه الداخلية، لم يرغبوا فى تأمين رغبات الشعب الكردى بتقرير مصيره بنفسه.

فيما يرى الدكتور عبد الفتاح على البوتانى أنه «لا شك أن الانتفاضة الكردية كانت نتيجة من نتائج الهزيمة الفاضحة التى منى بها الجيش العراقى، وتنفيسا لما لحق بالشعب خلال الحرب العراقية- الإيرانية، كما كان لتصريحات قادة الائتلاف الدولى أثرها فى قيام وإذكاء نار الانتفاضة، فقد صرح وزير الدفاع الأمريكى، ريتشارد دك جينى، بأن صدام حسين يجب ألا يبقى على رأس السلطة.

غلاف الكتاب

يوضح البوتانى، مستندا إلى ما أورده المؤلف من محتوى الوثائق، أن المفاوضات بين القيادة السياسية الكردية والنظام العراقى عام 1991 انتهت إلى طريق مسدود، وتوقفت فى العام التالى لإصرار الحكومة على عدم تلبية مطالب الكرد، وأبرزها إقامة نظام متعدد الأحزاب وإجراء انتخابات.

تشير الوثائق التى ترجمها المؤلف شيركو حبيب، وهو مسؤول مكتب الحزب الديمقراطى الكردستانى فى القاهرة حاليا، إلى أن الزعيم الكردى مسعود بارزانى، أصر على أنه لن يكون هناك اتفاق بين الكرد والنظام العراقى دون ضمانة دولية تجعله محتمل التطبيق، فالحكومة العراقية لم تكن مستعدة للتوقيع على وثيقة أعدت لإلغاء جميع التشريعات المناهضة للكرد.

كما تؤكد إحدى الوثائق أن صدام حسين كان يتفاوض مع الكرد دون رغبة وحماس، والظروف أجبرت الكرد على التفاوض، بينما إيران وتركيا وسوريا والسعودية لم تكن سعيدة بالمفاوضات فى بغداد.

اللافت، فى الوثائق، أنها لم تستخدم كلمة «كردستان»، بل «شمال العراق»، وأن مسألة الكرد «إنسانية» وليست قضية شعب يسعى للحرية والانعتاق، حتى جورباتشوف، رئيس جمهوريات الاتحاد السوفيتى، خاطب المعنيين بالمسألة بأن ما يحدث «مشكلة كردية»، داعيا لإغاثة اللاجئين تحت إشراف أممى. بينما حذرت وثيقة أخرى من النزوح الكردى باتجاه الحدود التركية- الإيرانية، معتبرة إطالة الأزمة خطرا ينذر بأن تصبح قضية «فلسطين جديدة».

أما الكتاب الثانى «حركات بارزان الوطنية»، فتتعلق وثائقه بحركات الشيخ أحمد البارزانى ضد الحكومات العراقية المرتكنة إلى النفوذ البريطانى بين 1930 و1932، وبعدها حركة خليل خوشوى حتى عام 1936، وامتدادها حركة ملا مصطفى البارزانى 1943 – 1945، التى أجبرت الحكومة العراقية على التفاوض، فحققت مكاسب وطنية وقومية للكرد، إلا أن السلطات تنصلت من تنفيذها، فاستأنف الكرد نضالهم ضدها.



اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button

اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading