«الشيوخ» يطالب الحكومة بدعم التكنولوجيا الزراعية


أحال مجلس الشيوخ الطلب المقدم من العضو «إيهاب وهبة» بشأن استيضاح سياسة الحكومة بشأن سبل تعزيز استخدام التكنولوجيا فى مجال الإنتاج الزراعى، إلى لجنة الزراعة والرى، وما دار بشأنه من مناقشات فى الجلسة العامة وتعقيب ممثلى الحكومة لبحثه وإعداد تقرير عنه.

شهدت الجلسة العامة للمجلس، أمس، انتقادات لقانون الإصلاح الزراعى، الذى اعتبره عدد من النواب سببا فى تفتيت الرقعة الزراعية، وهو ما يصعّب من عملية تطبيق تكنولوجيا الإنتاج الزراعى. وأكد الأعضاء ضرورة تدخل الحكومة لتطبيق التكنولوجيا الزراعية؛ نظرا لارتفاع تكلفتها.

وطالب المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، رئيس مجلس الشيوخ، الحكومة، بضرورة التركيز على إدخال التكنولوجيا الحديثة فى المجال الزراعى.

وقال: «أولى خطوات التقدم الزراعى هى استبدال الآلات الزراعية العادية التى يستخدمها الفلاح بالميكنة الزراعية الحديثة.. وحسب معلوماتى، ثمن الجرار الزراعى وصل لمليون و600 ألف جنيه.. وهو أمر يحتاج إلى مراجعة من قبل الحكومة والبنك الزراعى لميكنة الزراعة».

واستعرض إيهاب وهبة، عضو المجلس، طلب المناقشة، وقال إن عدد سكان العالم فى 2030 من المتوقع أن يصل 8.5 مليار نسمة، وفى 2050 يصل إلى 10 مليارات نسمة، وهو الأمر الذى يترتب عليه ضرورة زيادة الإنتاج الزراعى لنحو 70%.. وفى ظل التغيرات المناخية التى تؤثر على القطاع الزراعى، لابد من استخدام التكنولوجيا الحديثة فى مجال الإنتاج الزراعى لتحقيق 3 أهداف هى: (تحسين الإنتاجية، وضمان استدامة الإنتاج الزراعى، وتحقيق العائد منها باعتباره نشاطا استثماريا).

وتابع «وهبة» أن استخدام التكنولوجيا فى مجال الإنتاج الزراعى يساهم فى خفض استهلاك المياه، وتقليل الفاقد من المنتجات الزراعية، وتقليل التكاليف التشغيلية.

وطالب بكشف خطة وزارة الزراعة فى هذا الشأن، فى ظل ما يشهده العالم من تطور فى هذا القطاع ما بين الروبوتات واستخدام الذكاء الاصطناعى، والاستشعار عن بعد، والآلات ذاتية التشغيل.

وشدد بهاء أبوشقة، وكيل مجلس الشيوخ، على ضرورة إصدار تشريع لاستخدام التكنولوجيا الزراعية، متابعا: «ما نوع التكنولوجيا الحديثة التى استخدمت لهذه المشروعات العملاقة؟، لأن هذه الأمور لابد أن تتم من خلال قواعد حاكمة ومنظمة، والتشريع وحده يضع هذه القواعد، وصولًا لاستخدام أحدث الطرق والتكنولوجيا العلمية، توفيرًا للأسمدة والمياه، وبالتالى يجب أن نكون أمام مشروع قانون تقدمه الحكومة لنكون أمام رؤى محددة فى تطبيق هذا الأمر تنفيذًا لاستراتيجية التنمية الزراعية المستدامة ضمن إطار رؤية مصر 2030، لتحقيق أكبر قدر من الأمن الغذائى». وقال: «نحن فى الفترة الأخيرة أصبحنا أمام مساحات مستغلة من الأراضى المصرية، فبعد أن كانت المساحة المستغلة سابقًا 6%، وصلنا الآن إلى 14.5% من مساحة مصر، بالإضافة للمشروع العملاق وهو إحلال وتطوير مشروعات توشكى، وشرق العوينات، ومستقبل مصر.. ويعد مشروع توشكى من أهم المشروعات القومية الزراعية».

وانتقدت الدكتورة راندا مصطفى، وكيل لجنة التعليم بالمجلس، استيراد مصر 98% من البذور والتقاوى من الخارج. وقالت: «لدينا مراكز بحثية عديدة فى مجال الإنتاج الزراعى»، لافتة إلى أن وقف استيراد التقاوى والبذور من الخارج سيوفر نحو 1.2مليون دولار سنويا.

وقال أيمن عبدالمحسن، عضو المجلس، إن «قلة الخبرات» و«ضعف الدعم الحكومى» من أبرز المعوقات أمام استخدام التكنولوجيا فى القطاع الزراعى، متسائلا: «هل يمكن تطبيق التجربة الزراعية الدقيقة فى مصر؟».

كما طالب الدكتور عبدالمنعم سعيد، عضو المجلس، الحكومة بضرورة وجود استراتيجية جادة للوصول إلى استخدام التكنولوجيا فى الإنتاج الزراعى. وقال «سعيد»: «قانون الإصلاح الزراعى أدى إلى تفتيت الرقعة الزراعية، بما يصعب التعامل معها بالأساليب الزراعية الحديثة.. والمحاصيل التى تفوقنا فيها جاءت بسبب استخدام التكنولوجيا الحديثة، وذلك فى المشروعات الجديدة». وأشار إلى وجود دول كبرى تحتكر صناعة الآلات الزراعية الحديثة، خاصة معدات الرى المحورى، بالإضافة إلى تقدمهم فى تطوير الهندسة الوراثية.

وتابع «سعيد»: «نحتاج إلى معسكر تفكير وخبراء حقيقيين، بل نحتاج إلى ثورة على الثورة–فى إشارة لثورة يوليو 1952–فماذا حدث منذ الإصلاح الزراعى؟!.. يجب علينا أن نجعل الغذاء هو القضية رقم واحد، وتطبيق اللامركزية».

وأكد فاروق المقرحى، عضو المجلس، أن تطبيق التكنولوجيا الزراعية يحتاج إلى مساحات كبيرة من الأرض. وقال خلال مناقشة طلب حول استخدامات تكنولوجيا الإنتاج الزراعى: «تم تقديم أغنية (فدادين خمسة.. خمس فدادين) عند تطبيق الإصلاح الزراعى، والـ5 فدادين أصبحوا 3 قراريط، والتكنولوجيا الجديدة لا نستطيع تطبيقها فى 3 قراريط او قيراطين، فذلك يحتاج إلى مساحة واحدة تصل إلى مليون فدان».

وقاطعه المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، رئيس المجلس، قائلًا: «ما لا يُدرك كله لا يُترك كله.. فلماذا لا نقوم بدراسات للوصول إلى أقل مساحة نطبق عليها؟!.. خلال السنوات الماضية، تم التوصل فى مجال الرى الذى يهدر المياه إلى تركيب جهاز جديد يعمل بالليزر، يوفر مساحات رهيبة وكميات كبيرة من المياه، وقد يحتاج الأمر إلى تضحية كبيرة من الحكومة لتوفير التكلفة المطلوبة لهذه التكنولوجيا».

ورد «المقرحى» قائلًا: «نريد الحفاظ على الرقعة الزراعية أولا، ثم ننميها.. وللأسف، الدولة تمنح الآن مساحات للشباب (5 أفدنة) نحتاج إلى أن تزيد 20 فدانا، حتى يتم استخدام التكنولوجيا فيها».

ومن جانبه، قال الدكتور عادل عبدالعظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، إن ملف الأمن الغذائى يواجه العديد من التحديات، بسبب محدودية الأراضى والمياه، بالإضافة إلى التغيرات المناخية.

وأضاف، ردًّا على تعليقات النواب على طلب المناقشة حول التكنولوجيا الزراعية، أنه خلال الفترة الماضية، تم التغلب على عدد كبير من التحديات، منها: تحقيق طفرة فى الإنتاج الزراعى، مؤكدا أن الفترة المقبلة ستشهد تطورا كبيرا فى الإنتاج الزراعى، بناء على مردود المشروعات التى قامت بها الدولة المصرية.

وأشار إلى أن مركز البحوث الزراعية لديه 50 محطة بحثية منتشرة فى جميع المحافظات على مستوى الجمهورية. وتابع أن مصر قطعت شوطا كبيرا فى التوسع الرأسى للزراعة، وأصبحت رقم واحد فى متوسط إنتاجية الأرز والقمح، وتحتل المركز الخامس فى البحث العلمى الزراعى. وأكد أن البحث العلمى فى مصر فى القطاع الزراعى بخير، لافتا إلى أن مصر لديها أصناف من المحاصيل الزراعية جيدة التعامل مع التغيرات المناخية.



اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من شبكة الريان

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading