سياسي: مصر عملت منذ 2014 على استعادة أدوات التأثير والحضور في أفريقيا


أكد الدكتور وليد عتلم؛ الكاتب والباحث المتخصص في الشؤون السياسية والأفريقية؛ على أن الدولة المصرية أكدت على التعاون المشترك كمدخل واقتراب رئيسي مع القارة الأفريقية، إذ عملت مصر على استعادة أدوات التأثير والحضور في أفريقيا، وارتكزت السياسة الخارجية المصرية إلى أن الهوية الأفريقية للدولة المصرية هي مكون رئيسي من مكونات الهوية المصرية وهو ما نص عليه دستور 2014 في المادة الأولى منه، والتي نصت على أن «مصر جزء من العالم الإسلامي، تنتمي إلى القارة الأفريقية».

وعلى المستوى الرسمي؛ قال عتلم لـ «المصري اليوم»، عادت مصر إفريقيًا وبقوة، عادت مصر وبقوة لمحيطها الأفريقي، وكانت البداية مع عودة تفعيل عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي وأجهزته، وكانت آلية الزيارات والاجتماعات المشتركة من أهم أدوات التفاعل بين الجانبين، خاصة على المستوى الرئاسي؛ لم تركن الدولة المصرية إلى الأطر الأفريقية الجامعة للتعاون فقط، لكن كانت العلاقات الثنائية حاضرة وبقوة، وجسدت اللقاءات الدبلوماسية الرئاسية كأحد أبرز الأدوات المصرية في العودة لأفريقيا، ومنذ يونيو 2014 كان هناك ما يقرب من 40 زيارة رئاسية لأفريقيا، وهي دلالة مهمة على التوجهات الاستراتيجية المصرية تجاه أفريقيا، حيث كانت قضايا إدارة وتسوية النزاعات في أفريقيا، والحد منها من خلال تعزيز أدوات صنع وحفظ السلام، ومنع النزاعات على رأس جدول أعمال السياسة الخارجية المصرية تجاه أفريقيا. خاصة على مستوى دول الجوار؛ المثال الأبرز على ذلك قمة دول جوار السودان التي دعت اليها القاهرة وعقدت بها.

وأضاف عتلم عادت مصر لعضوية الاتحاد الأفريقي، ثم ترأست المنظمة القارية في عام 2019، وكان الحضور المصري فاعلًا في كافة الفاعليات الإقليمية والدولية الرسمية التي كانت القارة طرفاً فيها، والتي منها: القمة العربية الإفريقية التي عقدت في الكويت يومي 19 و20 من نوفمبر عام 2013، بالإضافة إلى المشاركة في قمة الكوميسا المنعقدة بكينشاسا في فبراير 2014، كذلك المشاركة في اجتماعات على المستوى الوزاري لتجمع الساحل والصحراء المنعقدة في مارس 2014 بالخرطوم، ومشاركة مصر بفاعلية في العديد من الاجتماعات اللاحقة كقمة إفريقيا الاتحاد الأوروبي ببروكسل في أبريل 2014، وقمة إفريقيا الولايات المتحدة بواشنطن في أغسطس 2014، القمة الهندية-الأفريقية التي نظمت عام 2015 وشهدت مشاركة 50 دولة أفريقية. قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني- الأفريقي في عام2018، قمة الصين-إفريقيا الاستثنائية بشأن التضامن في مواجهة فيروس كورونا (كوفيد-19) في عام 2020، التي عقدت عبر رابط فيديو. واخيراً القمة الأمريكية الأفريقية الثانية في ديسمبر 2022، كما سعت مصر إلى تطوير بنية السلم والأمن الأفريقي ودعمت مبادرة «إسكات البنادق» التي تعد جزءاً مهماً من أجندة 2063 لتطوير القارة، وذلك في إطار رئاسة مصر مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي في أكتوبر 2020، وغيرها من القمم والفاعليات العديدة كانت مصر حاضرة وعلى المستوى الرئاسي، كما كانت مصر صوت أفريقيا ودول الجنوب الحر في مؤتمر cop27 في شرم الشيخ، وتبنت رؤية أفريقية موحدة لمواجهة تداعيات التغير المناخي.

وعلى مستوى التعاون الفني أوضح عتلم، أن مصرعمدت إلى تأسيس وإطلاق «الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية» (EAPD )، كمنصة رئيسية للتعاون بين مصر وأفريقيا في مجالات التنمية المستدامة، أيضا تم تنسيق وصياغة أهداف رؤية مصر 2030 تتسق وخطة عمل أجندة 2063 الخاصة بأهداف التنمية المستدامة بالنسبة للقارة الأفريقية والتي أطلقها الاتحاد الأفريقي احتفالا بمرور 50 عاما على تأسيسه، ولا تزال حاضرة بقوة في مجالات: السدود، والطاقة الكهرومائية، الغذاء، البيئة والطاقة، وغيرها من مجالات التنمية المستدامة، في استغلال كبير القدرات والخبرات المصرية بما يعزز من أواصر التعاون مع الدول الأفريقية،
وباكورة هذا التعاون سد «نيريري» في تنزانيا؛ حيث وصل عدد العاملين المصريين في مشروع السد إلى نحو 12 ألف عامل، كما عملت مصر على تقديم الدعم الفني لدولة بوروندي لإعداد دراسات فنية في مجالات إنشاء سدود حصاد المياه لتجميع مياه الأمطار إنشاء وصيانة شبكة المصارف الخاصة لمياه الأمطار داخل المدن والقرى في بوروندي.

وتابع: كما تمتلك مصر سجل حافل في التعاون مع دولة كينيا في مجالات حفر الآبار وإنشاء سدود الأمطار، كان اخرها الدعم المصري لكينيا لحفر 180 بئر جوفي. وعدد 75 بئر جوفي في أوغندا وعدد 30 بئر جوفي في تنزانيا وعدد 10 آبار جوفية في ولاية دارفور السودانية وعدد 6 آبار جوفية بنطاق مدينة جوبا بدولة جنوب السودان، إلى جانب ذلك يتم تقديم الدعم الفني لتعزيز وتطوير القدرات البشرية الأفريقية خاصة في مجالات الموارد المائية والطاقة.

هذا وأكد تقرير رسمي اصدرته وزارة الري، الثلاثاء، حرص مصر على تعزيز أواصر التعاون والتكامل مع دول حوض النيل ونقل الخبرات المصرية لها في كافة المجالات التي يحتاجها المواطنين بهذه الدول، موضحا انه على مدى الأعوام العشرة الماضية نفذت مصر العديد من مشروعات التعاون الثنائى مع دول حوض النيل والتى قامت مصر خلالها بإنشاء محطات رفع وحفر آبار مياه جوفية تعمل بالطاقة الشمسية منها ٢٨ محطة في جنوب السودان و١٨٠ بئر جوفى في كينيا و١٢ محطة بالكونغو و١٠ آبار بالسودان و٧٥ بئر في اوغندا و٦٠ بئر في تنزانيا، وإنشاء ٢ مرسى نهري و٤ خزانات أرضية بجنوب السودان، و٢٨ خزان أرضى في اوغندا، وإنشاء مراكز للتنبؤ بالأمطار في الكونغو الديموقراطية.

واوضح التقرير أن قائمة المشروعات في جنوب السودان شملت إنشاء معمل لتحليل نوعية المياه والعمل على إنشاء مركز للتنبؤ بالأمطار في جنوب السودان، وتنفيذ مشروعين لمقاومة الحشائش المائية والحماية من الفيضانات في اوغندا، وتنفيذ دراسات فنية للإدارة المتكاملة للموارد المائية بالدول الافريقية، وتوفير دورات تدريبية لعدد ١٦٥٠ متدرب من ٥٢ دولة إفريقية، وذلك بتكلفة اجمالية ١٠٠ مليون دولار لهذه المشروعات .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى