«قضايا الحداثة» ضمن محور اللقاء الفكرى

استضافت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولى للكتاب ندوة بعنوان «قضايا الحداثة»، ضمن محور اللقاء الفكرى، والتى تحدث خلالها الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، وحاوره الدكتور أنور مغيث.
واستعرض دكتور أحمد زايد ما كتبه فى رسالته بالماجستير عن الحداثة، مؤكدًا أن نمط الحداثة العربية يقوم على تناقض كبير بين الماضوية والسعى إلى وراء الحداثة بنمط معين، كما أنه نمط يسعى وراء مظاهر الحداثة الكاذبة، أو المظاهر الغريزية فيها، كتلك المتصلة بالاستهلاك سواء كان هذا الاستهلاك طعاما أو شرابا أو استهلاكا بصريا أو مسموعا، وكل صور الاستهلاك التى نعرفها والمبالغة فيها والسعى وراء التميز فيها، وخلق أشكال من الرمزية الاستهلاكية، كما لو كنت أخاطب العالم بـ«أننى أستهلك إذن أنا موجود».
وقال زايد: «من الأمور التى نجرى وراءها فى الحداثة هى الأمور الغريزية المتصلة بالقشور الفنية فى الحداثة، الحداثة فيها فن راق، مثل الأوبرا والموسيقى الكلاسيكية الراقية والفنون التصويرية والتعبيرية المختلفة فى السينما والمسرح، وفى كل المجالات الثقافية».
وأضاف مدير مكتبة الإسكندرية: «نحن استعرنا بعض هذه الفنون وثمة أمور جيدة ومفيدة، ولكن دخول الفن العربى للحداثة من الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، حوّل الذائقة الجمالية إلى ذائقة غريزية تجرى وراء الأشياء مثلما تجرى وراء الاستهلاك لملء المعدة، تجرى وراء الصور المختلفة من الاحتفالات والأغانى التافهة والموسيقى الاحتفالية الغريزية التى تثير المشاعر الغريزية والفوضى والجلبة وغير ذلك، حتى إنه يتم تحويل أداة السينما والدراما التى من المفترض أن تقدم فائدة مجتمعية وثقافية وتنموية، وذلك بحجة تطويرها إلى الأحدث، لتكون أداة هادمة تقدم أشياء تؤثر تأثيرا سلبيا على المشاهدين، إننا نأخذ من الحداثة قشرتها».
بدوره، أشار دكتور أحمد مغيث إلى أن المبانى القديمة التى لها طراز معمارى مبهر نجدها فى عصر الحداثة ولا يمكن بناء مثلها فى هذا العصر، لأن الإنسان الحداثى مختلف فى تصوره على العالم، فهو مؤمن بحريته ولا نجده معنيًا بتراثه بشكل كبير ولا يريد تقليده لذلك نجد لديه نقصانًا فى مجتمعنا العربى. وقال إن الراحل أحمد لطفى السيد قال قديمًا إن التعليم سيعوض الخلل الموجود فى البناء الاجتماعى وسيزيل الخلل الذى فعله الإنسان الطبقى، لذلك لا بد من تحديث وتطبيق تطوير التعليم فى العصر الحديث بما يتناسب مع الحداثة والتطوير.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.