ماذا يفعل الخواجات في غياب القمر؟.. «سرايا عمر أفندي» رواية جديدة للسيد شحتة
أصدرت دار الفاروق حديثا رواية سرايا عمر أفندي للكاتب الصحفي والروائي السيد شحتة تمهيدا لطرحها في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال 55 والتي تنطلق في 24 يناير الجاري وتتواصل حتى 6 فبراير القادم.
تدور أحداث الرواية داخل قرية عمر أفندي وهي إحدى القرى الريفية النائية التي تعيش حالة من العزلة والقطيعة والتي تنسج حولها الكثير من الأساطير منذ زمن طويل بشكل يجعل محاولة أي غريب الاقتراب منها مغامرة محفوفة المخاطر.
في داخل القرية الغامضة تتناقل الأجيال همس حكاية سرايا عمر أفندي المهيبة التي استمدت القرية اسمها منها، يقول الأجداد إن أحد الباشوات أقام هذه السرايا في الثلاثينيات ليتخذ منها مقرا لممارسة بعض طقوسه الغريبة.
يقسم بعض الأجداد أنهم شاهدوا بأعينهم ذات مساء هؤلاء الخواجات وهم يتسللون إلى سرايا عمر أفندي تحت جنح الظلام في ليال يغيب عنها القمر ويسود فيها الظلام الدامس، فقط بعض النيران المشتعلة تبدد جزء من عتمة الليل، يدورون حولها وهم يرددون عبارات غريبة بلغة لم يسمع بها أي من أهل القرية من قبل وبعدها يختفون جميعا مع أول خيط أبيض يتبين من الفجر.
محمود أبوسرور واحد من أبناء القرية المسكونة أرضها باللعنات منذ زمن طويل يدفع كل يوم ثمن فادح لجريمة لا ناقة له فيها ولا جمل، في طفولته يلهو في الحارة مع الصغار ولكن عينيه تتفتح على منظر لم يخطر له على بال، الأرض تنفجر من تحت قدميه بأنهار من الدماء، يفر أقرانه مفزوعين ويتركونه وقد أضحى خوفه خوفين أحدهما من الدم الذي تنبته الأرض والآخر من فزع الناس منه.
يكبر محمود ومعه يكبر خوف الناس منه، لا يتورعون على أن يرددوا بصوت عال في الحارات والأزقة كلما مر على مقربة منهم محمود أبوسرور ملعون ويجب أن يرحل عن عمر أفندي حتى يعود إلى عمر أفندي استقرارها.
يحاول محمود أبوسرور بفعل الضغوط النفسية الرهيبة التي يتعرض لها الانتحار مرتين ولكنها يفشل حتى في أن ينهي مأساته ولو بالموت، ينجح أخيرا في الهرب بعيدا بعد عدة محاولات فاشلة.
يحرق كل المراكب من خلفه ويقرر ألا عودة إلى عمر أفندي مهما حدث، يلهث بكل قوته إلى الأمام إلى المستقبل، يتخرج من الجامعة ويتحول إلى صحفي كبير وروائي مشهور تتصدر أعماله قائمة الأكثر مبيعا.
وفي لحظة لم تخطر له على بال وبعد 15 عاما من رحلة الهروب الكبير إلى المستقبل يهوي وبقوة في الماضي الذي بذل كل ما في وسعه كي يدفنه إلى الأب، في ليلة حزينة تقع في أيدي زوجة الروائي الشهير محمود أبوسرور بعض الأوراق، تكتشف أنها أمام مذكرات تروى تفاصيل لا تصدق عن حياة زوجها، بعد سلسلة من الضغوط عليه يضطر للخضوع لجلسات علاج نفسي، يفشل في إقناع الجميع بأن ما عثروا عليه مخطوط رواية له لم تكتمل.
يستسلم محمود أبوسرور لضغوط زوجته وطبيبه النفسي ويعود إلى قرية عمر أفندي حيث يغرق في الماضي وفي أسراره ويكتشف أسرارا لم تخطر له على بال ويقع فريسة لمعركة غير مسبوقة بين الماضي السحيق والمستقبل البعيد تدور رحاها على أرض قرية تعيش عزلة غير مسبوقة.
اكتشاف المزيد من شبكة الريان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.